أرقام 365Scores في أسبوع: كين يتفوق على مبابي وهالاند وقصف متبادل في مباراة ليفربول وهدف بوين المستحيل.
شهدت انطلاقة الأسبوع الكروي المنصرم العديد من اللحظات اللافتة التي تستحق التوقف عندها في مختلف الدوريات حول العالم، حيث حملت المباريات جرعة كبيرة من الإثارة والمتعة داخل المستطيل الأخضر.
لم تقتصر الأحداث على النتائج فحسب، بل امتدت لتشمل أرقامًا مميزة، وإنجازات فردية وجماعية، بالإضافة إلى مفاجآت غير متوقعة قلبت موازين الجولات.
في هذا التقرير نواصل سلسلة أرقام 365Scores في أسبوع، حيث نستعرض أبرز ما أفرزته كل جولة، مع تسليط الضوء على أهم الإحصائيات والحقائق الرقمية التي رافقت المباريات، من أجل إبراز أهم ما حدث في الساحرة المستديرة خلال الأسبوع.
البديل المنقذ ويلبيك: كيف تُحسم المباريات في 24 دقيقة؟
في عالم كرة القدم الحديث، لم تعد قيمة اللاعب تُقاس بالدقائق التي يبدأ فيها المباراة، بل بقدرته على تغيير مجرياتها في اللحظات الحاسمة. هذا الأسبوع، جسد مهاجم برايتون المخضرم داني ويلبيك هذا المفهوم بامتياز، ليحصد لقب التبديل الأفضل في الأسبوع عن جدارة واستحقاق.
في مباراة تشيلسي ضد برايتون، في الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي الممتاز، دخل ويلبيك إلى أرض الملعب في الدقيقة 67 بديلًا للجناح الياباني كاورو ميتوما، حينما كانت النتيجحة تشير إلى تقدم تشيلسي بهدف مقابل لا شئ.
الأرقام تروي قصة كفاءة استثنائية، خلال 24 دقيقة فقط قضاها على أرض الملعب، تمكن ويلبيك من تسجيل هدفين حاسمين، حيث سجل هدف التعادل لفريقه، وأضاف الهدف الثالث في الدقائق الأخيرة من اللقاء، ليغير من نتيجة المباراة بالكامل. ما فعله ويلبيك يصل به إلى معدل تهديفي رائع يبلغ هدفًا كل 12 دقيقة، وهو ما يجعله يستحق لقب تبديل الأسبوع بجدارة.
Welbz wins it in West London! ⚽️⚽️ Highlights in partnership with @MPBcom. 🤝 pic.twitter.com/BYV4UEP8AW
— Brighton & Hove Albion (@OfficialBHAFC) September 27, 2025
الهدف المستحيل: تسديدة بوين الصاروخية
في مباراة وست هام يونايتد ضد إيفرتون في الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي الممتاز، وحينما كانت النتيجة تشير إلى تقدم إيفرتون على أرضه بهدف نظيف، تسلم جارود بوين مهاجم وست هام الكرة داخل منطقة الجزاء، وأطلق تسديدة صاروخية في الدقيقة 65 من عمر اللقاء، لتستقر في الشباك، ويحقق نقطة لفريقه بهذا التعادل.
ما يجعل هذا الهدف استثنائيًا هو لغة الأرقام، فمقياس الأهداف المتوقعة لهذه الفرصة كان يبلغ 0.04 فقط. هذا الرقم يعني أن 96% من التسديدات التي تُسدد من نفس المكان وفي نفس الظروف لا تتحول إلى أهداف. العوامل التي ساهمت في هذا التقييم المنخفض كانت متعددة، مثل مسافة التسديد، وزاويته، ورغم ذلك، فإن دقة التسديدة وقوتها رفعت من قيمة “الأهداف المتوقعة على المرمى” إلى 0.23، وهو مقياس لجودة التسديدة ومكان حارس المرمى ويتم قياسه بعد إطلاق الكرة أي أنه لا يحكم على جودة الفرصة، بل على جودة الإنهاء، مما يوضح أن بوين امتلك جودة تنفيذ استثنائية حولت فرصة شبه مستحيلة إلى هدف رائع.
Malick doing Malick things 🇸🇳 pic.twitter.com/xkZRvlDdTN
— West Ham United (@WestHam) September 30, 2025
فرصة الأسبوع المهدرة: عندما يخون الحظ أوربان أمام المرمى
على النقيض تمامًا، شهدت مباراة روما وهيلاس فيرونا في الجولة الخامسة من الدوري الإيطالي، فرصة لا يمكن وصفها إلا بـ “فرصة الأسبوع المهدرة”. في الدقيقة 28، وجد مهاجم فيرونا، جيفت أوربان، نفسه في مواجهة مباشرة مع المرمى الخالي من حارسه، داخل منطقة الست ياردات، وفي وضع مثالي للتسجيل، لكن تسديدته ارتطمت بالعارضة.
الكارثة الحقيقية تكمن في الأرقام، حيث بلغت قيمة الأهداف المتوقعة لهذه الفرصة 0.89. هذا يعني أن أي لاعب متوسط المهارة يُسجل من هذا الموقف 89 مرة من أصل 100 محاولة. إهدار فرصة بهذه السهولة، خاصة عندما كان فريقه متأخرًا في النتيجة 1-0، يمثل ضربة نفسية قاسية للاعب والفريق، والأصعب أن اللقاء انتهى بهزيمة الفريق بهدفين، أي أن هذا الهدف ربما كان ليغير نتيجة وأداء فريقه في اللقاء.
قصف متبادل في سيلهرست بارك: مباراة ليفربول وكريستال بالاس الأكثر تسديدًا
في مفاجأة من العيار الثقيل، سقط ليفربول أمام مضيفه كريستال بالاس بنتيجة 2-1، في الجولة السادسة من الدوري الإنجليزي الممتاز، في مباراة حطمت الرقم القياسي لهذا الأسبوع كأكثر المباريات تسديدًا على المرمى في الدوريات الكبرى.
شهد اللقاء ما مجموعه 36 تسديدة، بواقع 20 تسديدة لصالح ليفربول و16 تسديدة لكريستال بالاس. للوهلة الأولى، قد توحي هذه الأرقام بسيطرة شبه مطلقة من جانب ليفربول، لكن نظرة أعمق على تفاصيل المباراة وخريطة التسديدات تكشف قصة مختلفة تمامًا.
| الإحصائية | ليفربول | كريستال بالاس |
| إجمالي التسديدات | 20 | 16 |
| التسديدات من داخل منطقة الجزاء | 13 | 12 |
| التسديدات من خارج منطقة الجزاء | 7 | 4 |
التحليل الدقيق لخريطة التسديدات يوضح أن ثلثي محاولات ليفربول العشرين جاءت من مناطق بعيدة خارج منطقة الجزاء، ليصل مجموع التسديدات من داخل منطقة الجزاء إلى 13، وهو رقم مقارب لتسديدات كريستال بالاس من داخل منطقة الجزاء التي بلغت 12 تسديدة.
النتيجة النهائية كانت أكبر دليل على فاعلية هجوم كريستال بالاس، حيث حقق أصحاب الأرض الفوز في النهاية، دون الحاجة إلى إطلاق عدد كبير من التسديدات من خارج منطقة الجزاء، بدون فاعلية حقيقية.
عمالقة القارة: من يتصدر سباق التأثير في الدوريات الخمس الكبرى؟
مع تقدم الموسم، تبدأ ملامح اللاعبين الأكثر تأثيرًا في فرقهم بالظهور بوضوح. باستخدام “معدل تقييم التأثير”، وهو مقياس شامل يعتمد على جميع الأفعال وتكرارها، ويُظهر التأثير حسب الدور والأداء، ويحلل المساهمة الإجمالية للاعب في مراحل الدفاع والهجوم، وبالتالي يمكننا تحديد النجوم الذين يتفوقون حتى الآن في معدلات هذا المقياس في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى منذ بداية الموسم حتى الآن.
أعلى معدل تقييم للتأثير في الدوريات الأوروبية الخمس الكبرى منذ بداية موسم 2025-2026 حتى الآن:
| الدوري | اللاعب | النادي | المركز | معدل تقييم التأثير |
| الدوري الألماني | هاري كين | بايرن ميونخ | مهاجم | 101.28 |
| الدوري الإسباني | كيليان مبابي | ريال مدريد | مهاجم | 80.99 |
| الدوري الفرنسي | فيتينيا | باريس سان جيرمان | لاعب وسط | 68.89 |
| الدوري الإنجليزي | إيرلينغ هالاند | مانشستر سيتي | مهاجم | 64.78 |
| الدوري الإيطالي | أمير رحماني | نابولي | مدافع | 53.47 |
يتصدر المهاجم هاري كين القائمة برقم استثنائي (101.28)، وهو ما يعكس دوره كلاعب متكامل في منظومة بايرن ميونخ، فهو ليس مجرد هداف، بل صانع ألعاب ومحطة رئيسية في بناء الهجمات، ويليه كيليان مبابي (80.99) الذي يثبت سريعًا أنه السلاح الهجومي الأول في ريال مدريد، حيث يعتمد فريقه بشكل كبير على سرعته وقدرته على حسم المباريات.
المثير للاهتمام هو وجود لاعبين من مراكز مختلفة، فيتينيا (68.89) لاعب خط الوسط، هو المحرك الرئيسي لباريس سان جيرمان، وتقييمه المرتفع يعكس سيطرته على إيقاع اللعب وقدرته على الربط بين الدفاع والهجوم.
أما المفاجأة الأكبر فهي وجود المدافع أمير رحماني (53.47) كأعلى اللاعبين حصولًا على تقييم تأثير في الدوري الإيطالي، وهو ما يثبت أن التأثير لا يقتصر على تسجيل الأهداف. تقييمه العالي هو نتاج تفوقه في المهام الدفاعية إلى جانب جودته في بناء اللعب من الخلف وتمريراته الكاسرة للخطوط.
وأخيرًا، يأتي إيرلينغ هالاند (64.78) بتقييم أقل نسبيًا من كين ومبابي، مما قد يشير إلى أن دوره يتركز بشكل أكبر على إنهاء الهجمات داخل الصندوق، مع مساهمة أقل في مراحل البناء مقارنة بالآخرين.
هذه القائمة المتنوعة تؤكد أن التأثير في كرة القدم الحديثة له وجوه متعددة، وأن قيمة اللاعب الحقيقية تكمن في مدى إسهامه في نجاح المنظومة ككل، بغض النظر عن مركزه وأدواره.
أُسدل الستار على أسبوع كروي حافل بالأحداث والأرقام التي تروي قصصًا أعمق من مجرد نتائج المباريات، فشهدنا كيف يمكن للخبرة أن تحسم مواجهة في 24 دقيقة مع داني ويلبيك، وكيف أنه يمكن أن يحدث النجاح والفشل على عكس المعطيات المتاحة، كما في حالتي بوين وأوربان، كما تعلمنا أيضًا أن الفاعلية قد تتفوق على الكثافة العددية كما أثبت كريستال بالاس أمام ليفربول، وأن التأثير الحقيقي في عالم الساحرة المستديرة لا يقتصر على مركز واحد، بل يتوزع بين مدافع صلب، ولاعب وسط مبدع، ومهاجم فتاك. تظل الأرقام هي البوصلة التي ترشدنا لفهم أعمق للعبة، وتكشف لنا عن الأبطال الحقيقيين خلف كل انتصار وخسارة.