الأهليحكايات من أتوبيس الفريقأخبارالأهلي المصري
الأكثر تداولًا

أتوبيس الفريق – ألكسندر لافيت: سكان أحد القرى في كوت ديفوار أوقفوا حافلة ستاد أبيدجان لأخذ صديقهم

تجربة مختلفة إذا أتيت من واحدة من أفضل دول أوروبا مثل فرنسا لتخوض تحديًا في قارة مختلفة وفرق مختلفة خاصة إذا كانت قارة إفريقيا وفي دول مثل كوت ديفوار وجنوب إفريقيا، بالطبع سترى الكثير، وستكون تجربة مختلفة بداية من الأجواء والملاعب والجماهير والمباريات وبالطبع وصولًا إلى الرحلات التي ستخوضها بحافلة الفريق.

وبالطبع نعلم جميعًا أن كرة القدم لعبة مليئة بالمشاعر والقصص، خاصة خارج المستطيل الأخضر الذي لا يُعد ما بداخله مهمًا سوى من ناحية الفنيات والأهداف، ومن أبرز الأماكن التي تحتضن هذه المشاعر “أتوبيس الفريق”.

الحافلة أو كما نُطلق عليها بالعامية “أتوبيس الفريق”، هي جزء لا يتجزأ من أي مباراة في كرة القدم، بل قد تكون أهميتها مماثلة لأهمية غرفة الملابس، ومع ذلك لا يتم الحديث عنها بما يعكِس هذه الأهمية.

فدائمًا ما نجد أن أغلب القصص التي تتعلق بما هو خارج الملعب والمليئة بالمشاعر، تأتي من غرفة ملابس الفرق أو ملاعب التدريبات أو داخل الأندية، لكن لا أحد يتحدث عما يحدث داخل حافلة الفريق، التي تُعد تقريبًا الخطوة الفاصلة بين مغادرة النادي والتوجّه إلى ملعب المباراة، هذه الحافلة تشهد احتفالات أو لحظات حزن بعد مباريات هامة، إضافة إلى نقاشات جانبية وضحكات، والعديد من الأمور الأخرى التي تستحق أن تروى بالتفصيل.

لذلك قررنا في 365Scores أن تخرج سلسلة “حكايات من أتوبيس الفريق” إلى النور، لنتحدث فيها مع عدد من نجوم وأساطير كرة القدم، عن الحافلة واللحظات المؤثرة التي حدثت فيها وهل بالفعل لها أهميتها كأي شيء أساسي في كرة القدم أم لا.

أقرأ أيضا.. جوردي رورا: جماهير الخصوم كانت تتعامل بعدائية مع حافلة برشلونة

وبطل الحلقة الثامنة من هذه السلسلة هو الفرنسي ألكسندر لافيت مدرب فريق مارومو الجنوب إفريقي الحالي، ومدرب شباب باريس سان جيرمان الفرنسي وستاد أبيدجان بطل كوت ديفوار، والذي سيحدثنا عن تجربته في القارة الإفريقية للمرة الأولى بعد تواجده في فرنسا طوال مسيرته، وشهرته التي أكتسبها بعد مواجهة الأهلي المصري في دور المجموعات بدوري أبطال إفريقيا الموسم الماضي 2024/2025، وبعض الأمور الأخرى.

طقوس خاصة في حافلة ستاد أبيدجان وأهالي قرية يأخذون صديقهم

وبدأ لافيت حديثه لـ 365Scores عن مدى أهمية حافلة الفريق قائلًا: “الحافلة ليست مجرد وسيلة نقل إنها مساحة انتقال ذهني، منطقة عازلة بين العالم الخارجي والأداء المنتظر، يجب حمايتها وتنظيمها لأنها غالبًا ما تكون المكان الذي يُبنى فيه التركيز الجماعي، وتُعطى فيه آخر التذكيرات التكتيكية، أو تظهر فيه البوادر الأولى للانسجام، وكغرفة تبديل الملابس فهي تستحق نوعًا من السيطرة الرمزية والعاطفية من قبل الجهاز الفني”.

وتحدث عن كيفية استغلال المدرب للوقت ما بين تحرك الحافلة ووصلها إلى ملعب المباراة قائلًا: “يعتمد الأمر على ثقافة المجموعة والتوقيت، عادة ما يسمح الطاقم بلحظة هادئة أو بعض الموسيقى لمساعدة اللاعبين على الدخول في مساحتهم الذهنية الخاصة، بعدها قد يتم تبادل تذكير تكتيكي جماعي أو إجراء محادثات فردية لإشعال حماس بعض القادة الهدف هو تحويل هذا الوقت إلى طقس ذهني للتحضير دون إرهاق اللاعبين”.

وعن اللحظات التي لن ينساها لافيت في حافلة الفريق خلال تجربته في القارة الإفريقية قال: “من أكثر اللحظات التي لا تُنسى كانت بعد فوز كبير لاستاد أبيدجان خارج الأرض حين لم يتوقع أحد أن ننجح، تحولت رحلة العودة إلى احتفال متحرك حقيقي ما بين غناء ورقص وضحك، الجميع كان متحدًا وكانت لحظة نادرة اجتمعت فيها الرياضة والعاطفة وروح الجماعة بشكل طبيعي، هذه هي اللحظات التي تذكرنا بسبب قيامنا بهذا العمل”.

وكشف عن المكان الذي يفضل الجلوس فيه بالحافلة قائلًا: “بعض اللاعبين يفضلون الجلوس في المقدمة للتحدث مع الطاقم الفني، وآخرون في الخلف للمرح والمزاح، أما أنا شخصيًا فكنت دائمًا أختار مقعدًا معزولًا بجانب النافذة كي أتمكن من المراقبة والتنفس والتفكير بهدوء، لقد أصبح ذلك بمثابة طقس شخصي”.

أما عن أحد المواقف الغريبة والطريفة في الحافلة قال: “حدث مرة بعد مباراة مع ستاد أبيدجان أننا مررنا بقرية، فأوقف مجموعة من المشجعين المحليين الحافلة بالغناء والرقص، فقط لتهنئة أحد لاعبينا الذي كانوا يعرفونه منذ الطفولة، بقينا هناك 20 دقيقة نشاهد هذا العرض العفوي الصغير، كان أمرًا غير متوقع وشعرت بالقلق في البداية ولكنه كان تصرف دافئًا، ومثالًا مثاليًا على الأجواء الفريدة التي تجدها في إفريقيا”.

لحظة مرعب في أحد قرى إفريقيا

كما تحدث لافيت عن أكثر المواقف التي شعر فيها بالذعر في حافلة الفريق بإفريقيا قائلًا: “ذات مرة اضطررنا إلى القيادة على طريق ريفي غير مؤمّن في الليل، وكانت الأضواء الأمامية للحافلة تنطفئ باستمرار بسبب مشكلة كهربائية، واصلنا التقدم ببطء شديد وفي صمت دون أن نعرف ما ينتظرنا أمامنا، لحظات كهذه تجعلك تدرك جيدًا مدى أهمية السلامة والأمان في شيء بسيط مثل رحلة”.

وأتم لافيت تصريحاته متحدثًا عن واحد من المواقف التي يتذكرها مع سائق حافلة ستاد أبيدجان قائلًا: “كان أحد سائقي الحافلة يحتفظ بدفتر صغير يسجّل فيه نتائج كل مباراة وأسماء مسجلي الأهداف، مثل مشجع حقيقي متعصب، كان يعرف جميع الإحصائيات ويهنئ اللاعبين عند صعودهم إلى الحافلة، لقد كان أكثر من مجرد سائق، كان جزءًا من عائلة النادي، وهذا يُظهر أن كل دور حتى وإن بدا بسيطًا يمكن أن يصبح مصدرًا للتحفيز بالنسبة للفريق”.

حسام مجدي

صحفي رياضي مصري مواليد 1999، بدأ العمل في المجال الصحفي عام 2017، مهتم بتغطية الأحداث العالمية والعربية، ومهتم بالقصص التاريخية عن كرة القدم، بجانب إجراء حوارات صحفية مع العديد من نجوم وأساطير اللعبة، بجانب تغطية الأخبار المحلية في مصر، والعمل في إعداد البرامج الرياضية.