البريميرليجالدوري الإنجليزي365TOPبطولات ودوريات

المستحيل كان غير كافي.. هل كانت نسخة 2019 من البريميرليج هي الأشرس خلال ربع قرن؟

كرة القدم ليست مجرد نتائج تُسجل، ولا أرقام تُدوَّن في الإحصائيات، هي حكاية تُروى، وصراع بين الطموح والقدر، بين ما تفعله داخل الملعب وما يُكتب لك خارجه، في كرة القدم، لا يكفي أن تكون جيدًا، ولا يكفي أن تكون عظيمًا، بل أحيانًا لا يكفي حتى أن تكون قريبًا من الكمال لكي تحقق المستحيل، حتى المستحيل نفسه بدون دفعة من القدر قد لا يكون كافيًا، هناك مواسم تقول لك اللعبة فيها بوضوح قاسٍ: قد تفعل كل شيء صحيح ومع ذلك لا تصل.

لطالما كانت تلك فلسفة الساحرة المستديرة، هي لعبة السنتيمترات، حيث يفصل بين المجد والانكسار ملليمتر واحد، وتسديدة واحدة، ولمسة غير محسوبة، أو كرة لم تتجاوز خط المرمى، لعبة اللحظات الصامتة التي لا تصدر صوتًا، لكنها تغيّر مصير موسم كامل، وربما تاريخ نادٍ بأكمله، هنا وفي الدوري الإنجليزي تحديدًا لا تُقاس البطولة بعدد الانتصارات فقط، بل بقدرتك على النجاة عندما يصبح الخطأ ممنوعًا.

موسم 2018–2019 من الدوري الإنجليزي الممتاز لم يكن موسمًا عاديًا في سجل البطولة، بل كان مرآة صادقة لوجه كرة القدم الأكثر قسوة، موسمًا أثبت أن المستحيل أحيانًا لا يكون كافيًا، وأن بلوغ القمة لا يعني بالضرورة الوقوف فوقها، فالنجاح الحقيقي هو التشبث بها لا مجرد الوصول.

الدوري الإنجليزي (المصدر:Gettyimages)
الدوري الإنجليزي (المصدر:Gettyimages)

في ذلك العام، لم يكن الصراع تقليديًا، ولم يكن السباق محصورًا في جولات أخيرة عابرة، كان صراعًا وجوديًا بين فريقين يرفضان السقوط، ويتنافسان على أعلى مستوى ممكن في تاريخ المسابقة.. مانشستر سيتي وليفربول خاضا سباقًا بلا أنفاس، بلا هدايا، وبلا أخطاء تقريبًا، امتد من الجولة الأولى حتى صافرة الختام، دون أن يجرؤ أي طرف على الالتفات للخلف.

كل مباراة لهما كانت نهائيًا، وكل نقطة كانت كنزًا، وكل تعثر كان بمثابة حكم إعدام على الحلم، انتهى السباق بفارق نقطة واحدة فقط، نقطة صنعت الفارق بين الخلود والانكسار، وبين موسم تاريخي مكتمل وآخر لا يقل عظمة لكنه بلا تاج، بين سيتي متوج وليفربول يشاهد، ذلك الموسم لم يكن الأقوى في الألفية الجديدة فقط، بل كان الأكثر شراسة، والأكثر ضغطًا، والأكثر قسوة على الأعصاب في التاريخ، موسم أعاد تعريف معنى المنافسة، وترك سؤالًا مفتوحًا إلى يومنا هذا.. هل الفوز وحده كافي؟ أم أن الخلود يصنع بمساعدة من القدر؟

تقييم لاعبي مانشستر سيتي
ناثان آكي مدافع مانشستر سيتي ومحمد صلاح جناح ليفربول (المصدر:Gettyimages)

5 مشاهد لا تُنسى من نسخة 2019 بالبريميرليج

مع اقتراب أيام قليلة على إسدال الستار على الربع الأول من القرن الحادي والعشرين، يصبح من الصعب تجاهل الحقيقة الأوضح في تاريخ كرة القدم الحديثة، الدوري الإنجليزي الممتاز لم يكن مجرد بطولة عادية، بل كان المسرح الأكبر لأقسى الصراعات وأكثرها جنونًا وإثارة، على مدار 25 عامًا أو منذ بداية اللعبة بدون مبالغة.

شهد البريميرليج لحظات صنعت أساطير، وحسمت ألقابًا في ثوانٍ، وكتبت قصصًا ستبقى خالدة في ذاكرة الجماهير حول العالم، وفي ظل هذا الإرث الضخم، نستعرض عبر 365Scores العربية أبرز خمسة مشاهد لا تُنسى من موسم 2018-2019 النسخة الأقوى في تاريخ الدوري الإنجليزي عبر العصور، مشاهد لم تغيّر فقط مسار موسم كامل، بل أعادت تعريف معنى المنافسة، والضغط، والانتصار في أشرس دوري عرفته كرة القدم الحديثة.

محمد صلاح الهداف التاريخي لأجانب البريميرليج
محمد صلاح الهداف التاريخي لأجانب البريميرليج

المشهد الأول.. ملليمترات من المجد وضعت السيتي على الطريق

كانت تلك الليلة أكثر من مجرد مباراة في الدوري الإنجليزي الممتاز، كانت مفترق طرق حقيقي في بداية لواحدة من أشرس سباقات التتويج التي عرفتها كرة القدم الحديثة، مواجهة حُسمت بتفاصيل ميليمترية، وبفارق ضئيل لا يراه إلا من عاش اللحظة بكل توترها، مانشستر سيتي ضد ليفربول، يناير 2019، مباراة بدت وكأنها نهائي مبكر للقب، في موسم لم يعرف الرحمة ولا الأخطاء.

دخل رجال بيب جوارديولا اللقاء وهم يطاردون الصدارة بفارق سبع نقاط كاملة عن ليفربول المتصدر، فارق كان كفيلًا بإنهاء أي آمال عند كثيرين، لكن ليس عند فريق تعلّم أن المستحيل مجرد فكرة قابلة للكسر، الاتحاد امتلأ عن آخره، والضغط كان خانقًا، فالهزيمة لم تكن تعني خسارة ثلاث نقاط فقط، بل إعلان خروج رسمي من سباق اللقب.

منذ الدقائق الأولى، لعب مانشستر سيتي وكأنه فريق يقاتل على حياته الكروية وكيف لا وهو حامل اللقب، ضغط عالٍ، سرعة في التمرير، وشراسة في الالتحامات، قبل أن يأتي سيرجيو أجويرو، رجل المواعيد الكبرى، ليكسر الصمت بتسديدة مذهلة عانقت الشباك، هدف أشعل المدرجات وأعاد الأمل من جديد، لكن ليفربول، فريق يورجن كلوب الصلب، رفض أن ينكسر، واستغل لحظة ارتباك ليعادل روبرتو فيرمينو النتيجة، لتعود المباراة إلى نقطة الصفر، ويزداد التوتر أضعافًا.

برناردو سيلفا - بيب جوارديولا - مانشستر سيتي - المصدر (Getty images)
برناردو سيلفا – بيب جوارديولا – مانشستر سيتي – المصدر (Getty images)

وفي واحدة من أكثر اللحظات جنونًا في تاريخ الدوري، كادت المباراة أن تنقلب بالكامل، تسديدة من ساديو ماني ارتطمت بالقائم، عادت إلى جسد إيدرسون، واتجهت الكرة نحو خط المرمى، لحظة تجمّد فيها الزمن، واعتقد الجميع أن الهدف قادم لا محالة، لكن جون ستونز، بردة فعل خارقة، انقض على الكرة وأبعدها من على الخط بفارق ملليمترات لا تُرى بالعين المجردة، إنقاذ تحوّل لاحقًا إلى أحد أكثر المشاهد أيقونية في تاريخ البريميرليج، ولحظة ربما حسمت لقب الدوري قبل أشهر من نهايته.

ومع بقاء 18 دقيقة فقط على النهاية، جاء المشهد الحاسم، ليروي ساني تسلم الكرة وأطلق تسديدة قوية اخترقت الدفاع وسكنت الشباك، هدف لم يكن مجرد تقدم في مباراة، بل إعلان عودة رسمية لمانشستر سيتي إلى سباق اللقب، بقية الدقائق كانت معركة أعصاب، صمود، وتضحيات، حتى أطلق الحكم صافرة النهاية، ليحصد السيتي فوزًا ثمينًا بنتيجة 2-1.

ذلك الانتصار لم يكن عاديًا، بل كان الشرارة التي أعادت إشعال السباق، وأثبتت لاحقًا مدى أهميته في نهاية الموسم، مباراة واحدة، كرة واحدة، ملليمترات قليلة صنعت الفارق بين المجد والخيبة، وجعلت من موسم 2018–2019 أسطورة تُروى كلما ذُكر أعنف سباق لقب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز.

مانشستر سيتي – ليفربول – جون ستونز

المشهد الثاني.. التعادل مع إيفيرتون بدأية اللعنة

بدأت لعنة دوري “النقطة” بعدما خسر ليفربول فرصة استعادة صدارة الدوري الإنجليزي الممتاز بعد تعادله السلبي 0-0 مع مضيفه إيفرتون في مباراة ضمن منافسات الجولة 29، المباراة التي أقيمت على ملعب “جوديسون بارك” شهدت فشل الريدز في حسم النقاط الثلاث، رغم المحاولات العديدة لاقتناص الفوز، لتكون النتيجة بمثابة هدية ثمينة لمانشستر، بهذا التعادل، فشل ليفربول في قلب الطاولة على سيتي، حيث ارتفع رصيده إلى 70 نقطة مقابل 71 نقطة للسيتي، ليظل حامل اللقب متقدمًا بنقطة واحدة فقط، وبعد سلسلة من الفوز المتتالي لكل منهم دامت 7 مباريات للريدز، ظل الفارق نقطة وحيدة.

ما عاشه الريدز كان درسًا قاسيًا في كرة القدم.. العظمة وحدها لا تكفي أحيانًا، كل مباراة كانت فرصة لإثبات التفوق، وكل هدف ومباراة تكشف عن تصميم الفريق على تحقيق المستحيل، لكن في نهاية المطاف، اصطدم ليفربول بمانشستر سيتي الذي لم يخطئ في اللحظات الحاسمة.

جدول مباريات ليفربول في نوفمبر 2025
آنفيلد – ليفربول (المصدر:Gettyimages)

بعد صافرة النهاية، وقف يورجن كلوب أمام الصحافة والجماهير ليعبر عن مرارة النتيجة: “لا أعرف كيف نكون أفضل من ذلك”، كلمات بسيطة، لكنها حملت كل معاني الصراع والإحباط، موسم كامل من التفاني والإبداع بدأ في الإنهيار، لينتهي لاحقًا بفارق نقطة واحدة فقط، مؤكدًا أن كرة القدم ليست لعبة أرقام فقط، بل مزيج من القدر، الضغط النفسي، والدقة في اللحظات الحاسمة، ليفربول كان عظيمًا، كان ساحرًا، كان الأكثر تأثيرًأ طوال الموسم ومع ذلك، تبقى الحقيقة المؤلمة، أحيانًا.. المستحيل لا يكون كافيًا.

المشهد الثالث.. صاروخ كومباني قلب المعركة ووجه اللقب نحو السيتي

عندما يشتد الضغط ويقف الجميع على حافة الانهيار، يبرز الأبطال، تتكاتف الفرق، يتألق القادة، ويصنع العظماء لحظاتهم السحرية التي تُخلّد في التاريخ، لم تكن المخاطر أكبر من تلك اللحظات التي عاشها مانشستر سيتي أمام ليستر سيتي في المباراة قبل الأخيرة من موسم 2018-2019،  لم يكن هناك شيء أقل من الفوز يُرضي الفريق، حيث كان السيتي يسعى للقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الثانية على التوالي، مع بقاء 20 دقيقة على نهاية المباراة والنتيجة متعادلة 0-0، ارتفع التوتر إلى أقصى درجاته، كل ثانية كانت تحسب بدقة، وكل تمريرة قد تُغيّر مصير الموسم.

في هذه اللحظة الحاسمة، قرر القائد فينسنت كومباني أن يكون هو صانع التاريخ، استلم الكرة على بعد 30 ياردة من المرمى، لم يتردد لحظة واحدة، وأطلق صاروخاً مدوياً تجاوز حارس ليستر كاسبر شمايكل واستقر في الزاوية العليا للمرمى، تسديدة أذهلت الجميع، ليس فقط بسبب القوة والدقة، بل لأنها حملت معها الفوز بالنقاط الثلاث الحاسمة، مؤمنة خطوة كبيرة نحو حسم الدوري، لحظة سحرية من قلب الدفاع أثبتت أن الأبطال يظهرون عندما يتطلب التاريخ ذلك.

المشهد الرابع.. نقطة واحدة صنعت الخلود لمانشستر سيتي

في واحدة من أعظم معارك اللقب في تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز، أنهى مانشستر سيتي موسم 2018-2019 بـ98 نقطة، مقابل 97 نقطة لليفربول، فارق نقطة واحدة فقط، لكنه كان كافيًا ليخلّد أسماء اللاعبين والجهاز الفني في سجلات التاريخ، ما ميز النهاية هو سلسلة لا تُصدق من 14 فوزًا متتاليًا للسيتي في ختام الموسم، دون أي تعثر، دون أي هفوة، حيث تحولت كل مباراة إلى اختبار للإرادة والضغط النفسي، لم يكن هناك مجال للخطأ، وكل نقطة كانت حاسمة.

بيب جوارديولا، العقل المدبر وراء هذا الإنجاز، قاد فريقه لتحقيق الثلاثية المحلية لأول مرة في تاريخ إنجلترا، باقتناص الدوري الإنجليزي الممتاز، كأس الاتحاد الإنجليزي، وكأس الرابطة، إنه موسم صنع التاريخ، حيث لم يفز السيتي لأنه الأفضل فقط، بل لأنه لم يخطئ أبدًا حين كانت اللحظة تتطلب الكمال.

هذه النقطـة الواحدة، الفارق الهزيل، أصبحت رمزًا للدراما المطلقة، ولحظة خالدة في ذاكرة كل عشاق البريميرليج: دروس في الإصرار، التركيز، والقدرة على تحويل الضغط إلى إنجاز، فلم يشهد تاريخ الدوري الإنجليزي الممتاز موسمًا أقسى من موسم 2018-2019 بالنسبة لليفربول، فريق قدّم أداءً مذهلًا طوال 38 جولة، فاز في 32 مباراة، خسر مباراة واحدة فقط، وجمع 97 نقطة.. ومع ذلك، لم يرفع الكأس.

المشهد الخامس.. هل خطف مانشستر سيتي الدوري أم استحقه؟

ترددت بعد حسم السيتي للدوري بعض العبارات أبرزها أن مانشستر سيتي خطف الدوري من ليفربول، لكن عند النظر إلى المؤشرات الرقمية الأساسية، يتضح أن مانشستر سيتي لم يتوج باللقب صدفة أو بخطفٍ في الأمتار الأخيرة، بل نتيجة تفوق هجومي واضح، تسجيله 95 هدفًا مقابل 86 لليفربول يعكس قدرة أعلى على الحسم وصناعة الفارق، خاصة في المباريات المغلقة، كما يتفوق السيتي في معدل الأهداف لكل مباراة (2.5 مقابل 2.3)، وهو فارق يبدو بسيطًا على الورق، لكنه حاسم على مدار موسم كامل من 38 جولة.

يميل مانشستر سيتي إلى فرض أسلوبه بشكل كامل، وهو ما تؤكده أرقام الاستحواذ المرتفعة (68.3%) مقارنة بليفربول (62.3%)، هذا الفارق يعكس فلسفة واضحة تعتمد على التحكم في نسق اللعب وتقليل فرص الخصم، وهو ما يمنح الفريق أفضلية نفسية وفنية خلال المباريات، كما أن دقة التمرير الأعلى (89% مقابل 84.5%) توضح جودة البناء من الخلف والقدرة على كسر الضغط دون فقدان الكرة.

المؤشرمانشستر سيتيليفربول
عدد المباريات38 مباراة38 مباراة
متوسط التقييم7.177.13
الأهداف المسجلة95 هدفًا86 هدفًا
الأهداف المستقبلة23 هدفًا22 هدفًا
معدل الأهداف لكل مباراة2.52.3
التسديدات على المرمى لكل مباراة6.85.9
متوسط الاستحواذ68.3%62.3%
دقة التمرير89%% 84.5
الشباك النظيفة20 مباراة21 مباراة
فرص محققة لكل مباراة3.22.8
معدل استقبال الأهداف لكل مباراة0.60.6
مقارنة بين أرقام مانشستر سيتي وليفربول في دوري 2018-2019

في جانب الخطورة الهجومية، يتفوق السيتي في عدد التسديدات على المرمى (6.8 مقابل 5.9)، إضافة إلى فرص محققة أكثر لكل مباراة (3.2 مقابل 2.8)، هذه الأرقام تشير إلى أن مانشستر سيتي لم يكتفِ بالاستحواذ فقط، بل حوّله إلى فرص حقيقية وأهداف، وهو العامل الفارق غالبًا في سباق النقاط.

على المستوى الدفاعي، يظهر تقارب كبير بين الفريقين، فمعدل استقبال الأهداف متساوٍ (0.6 هدف لكل مباراة لكل فريق)، كما تفوق ليفربول بشكل طفيف في عدد الشباك النظيفة (21 مقابل 20)، هذا يؤكد أن اللقب لم يُحسم بفضل التفوق الدفاعي، بل بسبب الفارق في الحسم الهجومي والسيطرة على المباريات.

معلومات عن مباراة ليفربول ضد برايتون في الدوري الإنجليزي
محمد صلاح – ليفربول (المصدر: Getty images)

رغم تقارب ليفربول في العديد من المؤشرات الدفاعية، فإن مانشستر سيتي كان الأفضل هجوميًا، والأكثر سيطرة، والأعلى فعالية، الأرقام تؤكد أن الفريق السماوي استحق لقب الدوري بفضل قدرته على فرض أسلوبه وتحويل التفوق الإحصائي إلى نقاط حاسمة، وليس لأنه خطف اللقب في لحظة عابرة أو تعثر منافسه فقط.

تصريحات كلوب تبرهن على جدارة مانشستر سيتي

بعد ضياع حلم الجوري للألماني، يورجن كلوب، مدرب ليفربول، عبّر عن موقفه بعد نهاية موسم 2018–2019 بقوة وهدوء ملحوظين، مؤكداً أن الخسارة بفارق نقطة لم تُقلل من قيمة ما قدمه فريقه. وقال كلوب:

لست قلقاً، لقد خضنا الموسم بالكامل وقدمنا أفضل ما لدينا، الموسم المقبل سيكون مختلفاً، طالما بقي مانشستر سيتي بهذه الجودة والقوة المالية، لن يتمكن أي فريق من تجاوزه بسهولة، علينا أن نكون قريبين جداً من الكمال للفوز بالدوري الإنجليزي الممتاز طالما ظل الوضع على ما هو عليه

يورجن كلوب - ليفربول - (المصدر:Gettyimages)
يورجن كلوب – ليفربول – (المصدر:Gettyimages)

وأضاف كلوب بتأمل واضح في حجم الإنجاز رغم المرارة، إنجاز كشف لكل المتابعين والمحبين لفريق ليفربول أن كلوب ولاعبي الفريق أوشكو أن يحققو المستحيل، لكن بيب جوارديولا ومانشستر سيتي كان لهم رأي أخر:

إنه لأمرٌ مخيب للآمال، ليست لحظة رائعة، لكن علينا أن نأخذ وقتنا لنقدّر مدى روعة ما حققناه: 97 نقطة، إنجازٌ لا يُصدّق، مجرد وجود السيتي في المنافسة لا يكفي، ففي أي بلد آخر كان هذا كافياً للفوز، لكن هنا المنافسة تختلف تماماً، هذه هي طبيعة الدوري الإنجليزي الممتاز

سر دوري 2019.. مانشستر سيتي لم يخطئ حينما كان الخطأ ممنوعا

موسم 2018-2019 لم يكن مجرد نسخة من الدوري الإنجليزي، بل كان اختبارًا للأعصاب، معركة حقيقية لكل قلب ينبض بالشغف الكروي من مشجعين عملاقي إنجلترا، كل جولة، كل تمريرة، كل تسديدة، وكل تدخل دفاعي كان يحمل وزنًا يفوق مجرد النقاط؛ كان يحمل أحلام لاعبين وجماهير، ويمثل الفرق بين الخلود والنسيان.

الأحداث الدرامية، مثل إنقاذ جون ستونز في مواجهة ليفربول، وتسديدة كومباني الصاروخية، والضغط الذي واجهه السيتي في ختام الموسم، كلها مشاهد صاغت واحدة من أعنف سباقات اللقب في التاريخ الحديث، موسم لم يكن فقط عن المهارات الفردية، بل عن القدرة على الصمود تحت أقصى درجات التوتر، وتحويل الضغط إلى إصرار، والفارق بين الانكسار والانتصار.

وفي النهاية، مانشستر سيتي لم يفز لأنه كان الأفضل فقط على الورق، بل لأنه لم يخطئ أبدًا عندما كان الخطأ ممنوعًا، كل تفاصيله الصغيرة، كل لحظة حاسمة، كانت محسوبة بدقة، ليستحق الفريق السماوي اللقب بفارق نقطة واحدة عن ليفربول، إنه موسم يثبت أن كرة القدم ليست لعبة أرقام فحسب، بل دراما حقيقية، حيث تصبح المثابرة، الانضباط، والقدرة على تحويل اللحظات الحرجة إلى نجاح، هي ما يصنع الأبطال والخلود حتى.. وإن كان الفارق “نقطة”.

منصور مجاهد

صحفي مصري منذ 2019، خريج إعلام القاهرة، شغوف بكرة القدم الإنجليزية وصناعة التقارير العميقة، مقدم برامج ومعلق صوتي بخبرة أكثر من 7 سنوات بمجال الإعلام.