أوكلاند سيتيإسبانياتقارير ومقالات خاصةكرة القدم الألمانية

من تاهيتي إلى أوكلاند – حين سقط الهواة في يد لا تعرف الشفقة

في كأس العالم للأندية، لا يوجد أسوأ من أوكلاند سيتي، بالنظر إلى الهزائم التي تلقاها النادي النيوزيلندي، ولكن في النسخة الجديدة، ظهر بأسوأ طريقة ممكنة.

في كرة القدم، نادرًا ما يُسجَّل رقم مزدوج الخانة في شباك فريق على المستوى الدولي، لكن يبدو أن ممثلي قارة أوقيانوسيا في مواجهاتهم أمام الكبار، يحتفظون بذلك الرقم السلبي.

مباراة بايرن ميونخ وأوكلاند سيتي كانت بمثابة عرض مسرحي، وليست مواجهة كرة قدم بين فريقين على المستوى الدولي، وفي بطولة بحجم كأس العالم للأندية بنظامها الجديد.

ربما يكون ذلك النظام الجديد صعبًا للغاية على أندية مثل أوكلاند سيتي، ممثل قارة أوقيانوسيا الوحيد في البطولة، والذي تلقى 10 أهداف في مباراته الأولى ضد بايرن ميونخ.

لم نخطئ في الكتابة، لقد قرأتها بشكل صحيح، فقد تلقى فريقٌ في بطولة كبيرة 10 أهداف بالفعل، ولكنه ليس الأول على مستوى بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم.

منذ 12 عامًا، خسر منتخب تاهيتي من إسبانيا في كأس القارات، وبنفس النتيجة 10-0، والمفارقة أن ذلك المنتخب كان أيضًا ممثل قارة أوقيانوسيا.

ورغم مرور أكثر من عقد بين المباراتين، إلا أن التشابه لا يقتصر فقط على الرقم الفلكي في النتيجة، بل يمتد إلى التفاصيل الدقيقة، ما بين سيطرة مطلقة، وانهيار بدني وذهني، واكتساح هجومي يُجسِّد الفارق الشاسع بين مستوى القارة الأوروبية وأوقيانوسيا.

في الأولى، كانت إسبانيا بطلة أوروبا، وفي الثانية، جاء بايرن ميونخ بطلًا لألمانيا وأوروبا سابقًا، وفي كلا الحالتين، الضحية فريق من أوقيانوسيا وجد نفسه في قلب عاصفة كروية لا ترحم.

بايرن ميونخ ضد أوكلاند سيتي ( المصدر Gettyimages)

إسبانيا وتاهيتي – الثور الذي لا يرحم

بدأ منتخب تاهيتي بطولة كأس القارات بالخسارة 6-1 ضد نيجيريا، واحتفلوا بهدفهم الوحيد الذي سجله جوناثان تيها، قبل أن يُسجل في مرماه.

في المباراة الثانية، خسر تاهيتي 8-0 أمام بطل أمريكا الجنوبية، منتخب أوروجواي، لتستقبل شباك الفريق 14 هدفًا في مباراتين.

جاءت المواجهة الثالثة أمام إسبانيا، ولم يرحم منتخب “لاروخا” الجريح تاهيتي، واكتسحه بـ10 أهداف، عن طريق 3 لاعبين فقط.

سوبر هاتريك لفرناندو توريس، وهاتريك لدافيد فيا، وثنائية لدافيد سيلفا.

ودعت تاهيتي البطولة من الباب الصغير، وخرجت من كأس القارات بخسارة تاريخية، بل بثلاث خسائر تاريخية، ليصبح أسوأ منتخب في تاريخ بطولات الاتحاد الدولي لكرة القدم.

بايرن ميونخ يُهين أوكلاند سيتي

تلقى أوكلاند العديد من الهزائم، رغم أنه لم يواجه فريقًا كبيرًا من أوروبا، وكانت هزائمه أمام اتحاد جدة، والأهلي المصري، والعين الإماراتي، من بين أندية أخرى مرّت فوق أجساد الفريق النيوزيلندي.

ومع أول مواجهة أمام فريق أوروبي كبير في بطولة كأس العالم للأندية، يجد أوكلاند نفسه ضحية، وتتلقى شباكه 10 أهداف نظيفة.

بايرن ميونخ بالعقلية الألمانية لا يرحم، مثلما كان منتخب إسبانيا مع ديل بوسكي في 2013، فريق يستمر في التسجيل مهما كانت حالة الفريق المنافس.

اكتساح بايرن ميونخ لأوكلاند يؤكد، بما لا يدع مجالًا للشك، أن قارة أوقيانوسيا ليست في المكان المناسب عندما تشارك في المونديال، والدليل هو ذلك الفريق النيوزيلندي.

أوكلاند – فريق الهواة

فريق أوكلاند سيتي، لاعبوه ليسوا محترفين، ومعظمهم يعملون في مجالات خارج كرة القدم، ما بين مندوب مبيعات، وعامل بناء، وموظفين في بعض الشركات الخاصة، وأيضًا أطباء.

جميع هؤلاء حصلوا على إجازة من عملهم من أجل السفر في ذلك الوقت والمشاركة مع أوكلاند.

قارة أوقيانوسيا بشكل عام لا تهتم بكرة القدم مثل بعض الرياضات الأخرى، وهو ما يجعل منتخباتها وأنديتها ضيوفًا سريعو الحضور والانصراف من البطولات الكبرى.

الحصول على الأموال من المشاركة في هذه البطولات، بالتأكيد هو الهدف الأساسي لأندية أوقيانوسيا، التي وجدت نفسها تتنفس قليلًا بعد خروج أستراليا، وتمثيل “الكانجرو” لقارة آسيا.

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة