365TOPأخبارتقارير ومقالات خاصةريال مدريدكأس العالم 2022كرة القدم الإسبانيةكرة قدم
الأكثر تداولًا

متخاذل في كأس العالم – عندما عانق راؤول جونزاليس “سوء الحظ” طوال مسيرته مع إسبانيا

” ربما يخونك التوفيق مرة في العمر فتحزن وتقاوم مرة أخرى.. لكن ماذا إن كنت واقفًا على الأعراف يخونك التوفيق في كل مرة ولا تقدر على فعل شيء؟! “.

وفي سلسلة “متخاذل في كأس العالم”، سنرصد بعض اللاعبين الذين منحهم التاريخ فرصة لأن يضعوا أسمائهم بأحرف من ذهب في العُرس العالمي؛ كأس العالم، إلا أنهم رفضوا الهدية في المحطة الأخيرة، ربما سنقسو قليلًا على بعض اللاعبين، لكن تاريخ كرة القدم لا يكذب ولا يغفر ولا يتغافل أيضًا، فهذا كله ما حدث بالضبط!

وفي الحلقة الرابعة من سلسلة “متخاذل في كأس العالم” سندور قليلًا بعجلة الزمن نحو أواخر التسعينات والألفية الأولى للاقتراب قليلًا من مشوار أسطورة منتخب إسبانيا وريال مدريد؛ راؤول جونزاليس، وكيف أضاع عديد الفرق التي جاءته على طبق من ذهب لخطف لقب دولي مع الماتادور الإسباني.

البداية.. من حيث بدأت العقدة

بدأ جونزاليس مسيرته الدولية مع منتخب إسبانيا الأولمبي في يوليو من عام 1996، حينها كان قد وصل إلى عامه التاسع عشر، قبل أن يتم تصعيده إلى منتخب إسبانيا تحت 18 سنة ومن ثم إلى الفئة الأكبر قليلًا منتخب إسبانيا تحت 21 عامًا.

وفي تاريخ 19 أكتوبر 1996، تم استدعائه للمرة الأولى ضمن قائمة منتخب إسبانيا الأول، لتنطلق من هنا مسيرة واعدة -من حيث الأرقام لا الألقاب- بقميص الماتادور، حيث كانت ضربة البداية أمام منتخب التشيك.

ليوقع راؤول خلال مسيرته الطويلة مع منتخب بلاده نحو 44 هدفًا سجلهم خلال مشاركته مع “لاروخا” في 102 مباراة.

وبالرغم أن راؤول جونزاليس شارك مع منتخب إسبانيا في نسختين من بطولة “يورو” وذلك في عامي 2000 و2004، إلا أنه لم ينجح في التتويج بأي لقب خلالهما.

بخلاف ذلك؛ فقد ظهر مع “لاروخا” في ثلاث نسخ من بطولة كأس العالم، وتحديدًا في مونديال 1998 و2002 وأيضًا في مونديال 2006، ليواصل فشله على المستوى الدولي حتى قرر إنهاء مسيرته الدولية تمامًا وعدم الظهور مرة أخرى مع إسبانيا.

لطالما قال راؤول جونزاليس: ” أشعر بأنني لاعب وأود أن أشعر بذلك طالما احتمل جسدي، وجسدي لا يزال قادرًا على الاحتمال “.

تلك المقولة التي اشتهر بها نجم منتخب إسبانيا وريال مدريد، لم ينجح أبدًا في معاندة قدره والسير على نهجها دوليًا، رغم نجاح تلك المقولة بكل تأكيد في مسيرته مع ريال مدريد والفرق الأخرى التي ارتدى قميصها؛ سواءً مع شالكة الألماني والسد القطري.

حيث لم يعانق جونزاليس أي لقب دوليًا مع منتخب إسبانيا، لسوء حظه إنه لم يلحق بالجيل الذهبي لمنتخب إسبانيا الذي جاء مباشرة عقب قرار اعتزاله دوليًا، لينجح “لاروخا” بهذا الجيل الجديد في الجمع بين بطولة يورو 2008 وكأس العالم 2010 وكأن العقدة قد كُتب لها أن تنفك أخيرًا!

كأس العالم 1998.. حين ودعت إسبانيا المونديال من دور المجموعات!

في تلك النسخة كان منتخب إسبانيا يعاني الآمرين، وبالرغم أن قرعة كأس العالم كان وقعها خفيف على الماتادور، حيث أوقعته في المجموعة الرابعة رفقة منتخبات: ” نيجيريا – باراجواي – بلغاريا “، إلا أن ما حدث كان صادمًا.

راؤول جونزاليس كان ضمن قائمة منتخب إسبانيا المشاركة في تلك النسخة بكل تأكيد، كما قاد هجوم لاروخا في المباريات التي شهدت تواجد إسبانيا في البطولة.

وبرغم أن الحظ كان يبتسم لراؤول جونزاليس في ذلك التوقيت، حيث فاز مع ريال مدريد بلقب الدوري الإسباني، بخلاف فوزه بلقب هداف الليجا، وكذلك تتويجه مع الميرينجي بلقب دوري أبطال أوروبا، قبل أن يتدخل القدر فجأة ويسقط به من قمة المجد إلى قاع الأرض.

دخل منتخب إسبانيا مباراته الاولى أمام نيجيريا في دور مجموعات كأس العالم 1998، وخسر بنتيجة 3-2، بالرغم أن راؤول جونزاليس سجل هدفًا بين ثنائية إسبانيا، لكنه لم ينجح في قيادة منتخب بلاده نحو الفوز!

في المباراة الثانية، عمّق منتخب باراجواي من جراح إسبانيا، بعدما انتهت المباراة بالتعادل السلبي 0-0، لتتعقد فرص الماتادور في التأهل للدور الثاني!

وبرغم استفاقة نجوم لاروخا في المباراة الثالثة أمام بلغاريا، حيث نجح منتخب إسبانيا في الفوز بنتيجة 6-1، صنع جونزاليس هدف وحيد بينهم، لكن النتيجة لم تكن كافية وحدها لتؤهل إسبانيا للأدوار الإقصائية، بعدما تأهلت باراجواي ونيجيريا كأول المجموعة ووصيفها.

كأس العالم 2002.. عندما أهانت كوريا الجنوبية جونزاليس ورفاقه

خلال تلك النسخة من كأس العالم، والتي استضافتها دولتي كوريا الجنوبية واليابان، تواجدت إسبانيا ضمن المجموعة الثانية رفقة كلًا من: ” باراجواي – جنوب إفريقيا – سلوفينيا “.

هذه المرة تخطى المنتخب الإسباني مرحلة المجموعات وتأهل كأول مجموعته رفقة باراجواي وصيف الترتيب، بعد الفوز في المباراة الأولى على سلوفينيا بنتيجة 3-1 سجل راؤول هدفًا من بينهم، وبنفس النتيجة انتهت مباراة إسبانيا وباراجواي لصالح الماتادور، وهنا صنع راؤول هدفًا وحيدًا

أما في المباراة الأخيرة أمام جنوب إفريقيا، فقد نجح لاروخا في تحقيق الفوز بنتيجة 3-2، تلك المباراة شهدت تسجيل راؤول جونزاليس هدفين

تأهل الماتادور الإسباني نحو دور الـ 16 رفقة الكبار، ليصطدم بمنتخب إيرلندا، في مباراة ماراثونية انتهى وقتها الأصلي والإضافي بنتيجة 1-1، لتمتد أخيرًا إلى ركلات الجزاء التي حسمتها إسبانيا بنتيجة 4-3.

أما عن دور ربع النهائي، وعندما بدأ راؤول جونزاليس يستشعر ابتسام القدر له، اصطدم بمنتخ أصحاب الأرض؛ كوريا الجنوبية، وبعد مباراة عنيفة امتدت للوقت الإضافي وسيطرت نتيجة 0-0 عليها.

اضطر الحكم إلى اللجوء لركلات الترجيح في النهاية، وهنا تدخل القدر وحسمت كوريا المباراة لصالحها بنتيجة 5-3، لتودع إسبانيا تلك النسخة أيضًا دون حصد أي ميدالية.

قبل تلك النسخة، كان راؤول جونزاليس قد حصد مع ريال مدريد لقبين محليين، الدوري الإسباني وكأس كونتيننتال، وعلى الصعيد الأوروبي، فقد توّج مع الميرينجي بلقبي دوري أبطال أوروبا والسوبر الأوروبي.

لكنه لم ينجح في تقديم أي شيء للمرة الثانية على التوالي مع منتخب إسبانيا في كأس العالم في نسخة 2002.

كأس العالم 2006.. لكل بداية نهاية حتى إن كانت نهاية صعبة!

أما عن نسخة 2006 من بطولة كأس العالم والتي أقيمت في ألمانيا وتوّج بها منتخب إيطاليا، فقد شهدت وجود منتخب إسبانيا ضمن المجموعة الثامنة، رفقة منتخبات: ” أوكرانيا – السعودية – تونس “

بطبيعة الحال وفي ظل وجود المنتخب الإسباني في مجموعة سهلة كهذه، تأهل الماتادور كأول الترتيب رفقة أوكرانيا وصيف المجموعة الثامنة نحو الأدوار الإقصائية.

حيث حسم منتخب إسبانيا الثلاث مباريات في مرحلة دور المجموعات بالفوز، حيث تفوق على أوكرانيا بنتيجة 4-0، ومن ثم فاز على تونس بنتيجة 3-1، وأخيرًا حسم مباراة السعودية بنتيجة 1-0.

أما عن راؤول جونزاليس فلم يظهر طوال المباريات الثلاث سوى في لقطة هدفه ضمن فوز إسبانيا على تونس بنتيجة 3-1.

وبعد التأهل إلى دور ثمن النهائي “دور الـ16″، كان منتخب إسبانيا على موعد مع منتخب فرنسا، في مواجهة لم يبذل الديوك أي مجهود لحسمها، حيث انتهت لصالح فرنسا في الوقت الأصلي بنتيجة 3-1.

ليغادر منتخب إسبانيا بطولة كأس العالم للمرة الثالثة من مرحلة الأدوار الاقصائية باكرًا، وبخيبة أمل سيطرت على الجميع، حتى فطرت العلاقة بين منتخب إسبانيا وعدد ضخم من نجومه في السنوات التالية.

حيث لم يتم استدعاء عدد كبير من اللاعبين الكبار، ليبدأ الجيل الذهبي بقيادة فيرناندو توريس وديفيد فيا وتشافي هيرنانديز للخروج إلى النور وقيادة “لاروخا” نحو ذهب الألقاب سواءً في يورو 2008 أو في كأس العالم 2010.

سارة علي

صحفية من مصر، بدأت العمل الصحفي منذ 2012

4118 مقال

المقالات المتعلقة