ليفربول بدون مساحات.. لماذا تراجع مستوى محمد صلاح هذا الموسم ؟
يعيش محمد صلاح بداية سيئة، قد تكون الأسوأ منذ انضمامه إلى ليفربول، بعدما تراجع تأثيره الهجومي بشكل ملحوظ مقارنة بالسنوات الماضية التي اعتاد فيها قيادة الفريق بحضوره الحاسم.
النجم المصري بات هذا الموسم موضع تساؤل بين جماهير ليفربول، في ظل تراجع معدلاته التهديفية وصعوبة فرض نفسه، على عكس ما كان في الموسم الماضي.
هذا التراجع لا يعكس فقط حالة فردية لصلاح، بل يرتبط أيضًا بالتحولات التي يشهدها الفريق على المستويين الفني والتكتيكي، ورحيل بعض النجوم.
العديد من الأسباب وراء تراجع مستوى محمد صلاح، ولكن النتيجة في النهاية هي أن الفرعون المصري لم يسجل سوى 3 أهداف منذ بداية الموسم، من بينها هدف من ركلة جزاء.

البعض في الموسم الماضي كان يرى أن أفضل أداء لمحمد صلاح كان تحت قيادة أرني سلوت، بسبب طريقة لعب الهولندي التي لا تتطلب ضغطًا طوال المباراة من المصري.
ومع نفس المدرب، بدأ صلاح البداية الأسوأ، مع تراجع واضح حتى على مستوى الأداء في الملعب وليس فقط الأرقام.
طريقة اللعب الجديدة
رغم أنه نفس المدرب وعدد من عناصر الموسم الماضي، فإن طريقة لعب ليفربول اختلفت عما كانت عليه في الموسم الماضي، وذلك بالنظر إلى الصفقات الجديدة.
على مستوى وسط الملعب تحديدًا، أصبح الريدز يعتمد على طريقة لعب 4-2-3-1، في وجود فلوريان فيرتز كصانع ألعاب، وهو المركز الذي لم يكن موجودًا في الموسم الماضي، بثلاثية الوسط “جرافنبيرخ، ماك أليستر، سوبوسلاي”.

ذلك الأمر أدى إلى اختلاف طرق التمرير لمحمد صلاح، وتحركات المصري أيضًا، فقد كان لاعب روما السابق يمتاز بالدخول إلى العمق والتسديد بالقدم اليسرى، واستغلال المساحات خلف المهاجم.
في وجود فلوريان فيرتز، لا يحصل محمد صلاح على المساحة التي يبحث عنها، وبالتالي فإن أحد أهم أسلحته تعطلت.
رحيل ترينت ألكسندر أرنولد
لا شك في أن أرنولد كان أحد أهم اللاعبين الذين ساعدوا صلاح على التألق في ليفربول منذ انضمام المصري إلى ملعب أنفيلد في 2017 قادمًا من روما الإيطالي.
مساهمات محمد صلاح وأرنولد في ليفربول
- أهداف صنعها أرنولد لصلاح: 13
- أهداف صنعها صلاح لأرنولد: 6
ليس فقط على مستوى الأرقام، ولكن تحركات أرنولد كانت تمنح محمد صلاح الحرية في الجانب الأيمن، عندما ينطلق الظهير الإنجليزي في ظهر المدافعين ويجذب انتباههم ليمنح المصري حرية التحرك في المساحة.

رحيل ترينت إلى ريال مدريد ترك فراغًا في الجبهة اليمنى لليفربول، بعدما شارك مع محمد صلاح في 316 مباراة من أصل 401 بمختلف المسابقات منذ انضمامه.
ومع مشاركة فريمبونج القليلة بسبب الإصابة، وعدم ثبات لاعب واحد في ذلك المركز ما بين واتارو إندو ودومينيك سوبوسلاي، فهناك مشكلة حقيقية تواجه مو في إيجاد الرفيق بالجبهة اليمنى.
المهاجم الحقيقي
ليفربول في هذا الموسم بدأ بهوجو إيكيتيكي في مركز الهجوم، ومع انضمام ألكسندر إيزاك بدأ السويدي يحصل على الفرصة، ولكن برحيل داروين نونيز ووفاة ديوجو جوتا، لم يجد محمد صلاح التجانس مع الثنائي الجديد.
كان محمد صلاح في تصريحات سابقة يثني على تحركات داروين نونيز رغم إهداره الفرص، مؤكدًا أنه أحد أبرز اللاعبين الذين زاملهم في مسيرته ويمنحه الحرية الهجومية في كثير من الأحيان.
بالإضافة إلى ذلك، لويس دياز، الذي شارك في الموسم الماضي خلال العديد من المباريات في مركز المهاجم الوهمي، كان يترك لمحمد صلاح القدرة الإبداعية في الهجوم.
التأثر بوفاة جوتا
ظهر محمد صلاح في أول مباراة ضد بورنموث متأثرًا للغاية، وسقطت دموعه أثناء هتاف الجماهير لديوجو جوتا الراحل الذي توفي في الصيف الماضي.
صلاح كان من أصدقاء جوتا المقربين، وظهر ذلك على اللاعب المصري الذي بالتأكيد لم تمر وفاة البرتغالي عليه مرور الكرام.

ذلك الأمر أشار له ثيو والكوت نجم أرسنال السابق، الذي أكد في تصريحاته: “أعتقد أننا ننسى أن هؤلاء الرجال عليهم الذهاب والقيام بالعمل، ومع ذلك فقد حدث شيء مروع لجزء كبير من حياتهم في ليفربول، يجب ألا ننسى أنهم بشر”.
محمد صلاح في أول تعليق له على رحيل جوتا كتب: “لا أعرف كيف سأعود إلى الملعب ولا أراك هناك”، في رسالة مؤثرة وعاطفية من النجم المصري الذي يبدو أنه لا يزال يحاول المضي قدمًا لتخطي ما حدث لزميله.
العامل البدني
محمد صلاح في يونيو الماضي أكمل عامه الـ 33، وبالتالي فإن طبيعة الجسد تتراجع بدنيًا عن المواسم الماضية، وما حدث في الموسم الماضي تحديدًا كان استثناءً.
يتأثر محمد صلاح بتقدمه في العمر، ومعدل ركضه في المباراة ليس كما هو في المواسم السابقة، عندما كان الفريق يعتمد على التحولات والمرتدات بقيادة المصري.
بالنظر إلى ما يحدث في الموسم الحالي لا توجد مساحات في هجوم ليفربول، وهو ما يدفع صلاح لبذل جهد إضافي، خاصة في ظل تراجع مستوى فلوريان فيرتز والانتكاسة التي يعاني منها منذ انضمامه إلى الفريق.
هذا الأمر يتطلب عودة محمد صلاح إلى الخلف ومحاولة الحصول على الكرة والمشاركة في بناء اللعب، وهو ما لم يعتد عليه منذ انضمامه إلى ليفربول.
كيف يحل سلوت المشكلة؟
فترة التوقف الدولي تأتي في وقت مثالي، بعد 3 هزائم لليفربول، ليصبح الفريق أمامه فرصة لإعادة ترتيب البيت. ومع عودة صلاح بعد قيادة مصر للتأهل إلى نهائيات كأس العالم 2026، ستكون معنوياته أفضل بكثير.
على سلوت أن يستغل ذلك، في محاولة لإيجاد طريقة تشحن بطاريات محمد صلاح، تجعله اللاعب الفتاك الذي كان يرعب الخصوم في الموسم الماضي تحت قيادته.
استعادة إيزاك للياقته البدنية، وثبات التشكيل خاصة في مركز الظهير الأيمن، مع طريقة لعب وهوية هجومية واضحة للفريق، جميعها أشياء يمكنها مساعدة صلاح على التألق.
وعندما يتألق محمد صلاح، فإن ليفربول يتحرك، لأن الهداف التاريخي للفريق في الدوري الإنجليزي قادر على أن يصنع الفارق في أي لحظة.