لماذا على جماهير ريال مدريد أن تقلق من تألق كيليان مبابي؟
أحيانًا قد لا تصدق جماهير ريال مدريد أن ما تشاهده في أرضية الملعب ليس كريستيانو رونالدو أو حتى استنساخ للدون، ما يفعله كيليان مبابي مع الميرنجي منذ بداية الموسم شيء جنوني، جعل الجميع يرضخ أخيرًا بأن روح رونالدو عادت مجددًا متمثلة في مبابي إلى البرنابيو.. ليجد الريال أخيرًا المهاجم الحاسم.
يعيش المهاجم الفرنسي واحدة من أفضل فتراته في مسيرته الكروية، هذه المرة وهو يرتدي قميص فريق طفولته الذي طالما تمنى اللعب معه؛ ريال مدريد.
رغم مرض كيليان مبابي فترة كأس العالم للأندية، وخروج القيل والقال بأن تشابي ألونسو ربما سيعتمد على جونزالو جارسيا وسيعيد مبابي إلى مركز الجناح، لكن “رب ضارة نافعة” جاء مرض الفرنسي ليُعيده إلى ريال مدريد بوزن مثالي وكتلة عضلية هي الأفضل، لتزداد رشاقته وتكثر مهاراته فـ تعلو صيحات الجماهير في المدرجات فرحًا مع كل هدفِ يسجله ويفوز الفريق الأبيض.
لكن ماذا لو غاب كيليان مبابي؟ هل سيتأثر ريال مدريد أم أن وجود مبابي ربما يعيق بقية العناصر الهجومية في البرنابيو من إيجاد نفسها؟.. لغة الأرقام ستكشف كل شيء.
كيليان مبابي قد يأكل الأخضر واليابس مع ريال مدريد
ظهر مبابي في 7 مباريات مع الميرنجي في الدوري الإسباني موسم 2025/2026، وسجل خلالهم 8 أهداف بينهم ركلتي جزاء، ليتصدر ترتيب هدافي الليجا، بينما صنع هدف.
وفي دوري الأبطال، احتاج فقط مباراتين اثنين من أجل اعتلاء صدارة ترتيب هدافي البطولة برصيد 5 أهداف، حيث سجل ثنائية من ركلات الترجيح ضد مارسيليا في الجولة الأولى، وهاتريك ضد كايرات ضمن خماسية الميرنجي في الجولة الثانية.
ما يعني أن 9 مباريات في الموسم الجديد، سجل خلالهم الفرنسي 13 هدفًا وصنع هدفًا، وكان صاحب البصة الأولى في دوري الأبطال ليضمن تواجد الميرنجي في صدارة الترتيب متساويًا مع بايرن ميونخ برصيد 6 نقاط.
هل على جماهير ريال مدريد القلق من تألق مبابي؟
هنا ربما السبب لن يقتصر على الخوف الطبيعي من إصابة نجم الفريق أو تراجع مستواه، بل الأمر يتجاوز هذا بكثير، وهو ما تكشفه الأرقام العميقة التي تقدمها منصة 365Scores، من خلال قياس معدل “تقييم التأثير” وهو رقم لا يقيس فقط الأهداف بل يدرس مدى اعتماد الفريق على اللاعب ومدى تأثيره في مجريات اللعب.
وهنا وفقًا لهذا التقييم، يظهر أن ريال مدريد بات مبنيًا على كتفي كيليان مبابي وحده بإعتباره مهاجم الفريق الأساسي، وهذه الحقيقة جميلة لكنها خطرة في آن واحد.
ما هو تقييم التأثير؟
ابتكر 365Scores مؤشرًا خاصًا يطلق عليه “تقييم التأثير”، هذا المؤشر يحاول أن يترجم مدى تأثير اللاعب في الملعب إلى رقم شامل.
لا ينظر تقييم التأثير إلى الأهداف والتمريرات الحاسمة فقط، بل يأخذ بعين الاعتبار حجم مساهمة اللاعب في صناعة الفرص ومدى قدرته على قلب المباريات، والأهم من ذلك، كيف سيكون شكل الفريق من دونه.
وفي حالة مبابي إذا كان هذا التقييم يُجيب على سؤال أساسي وهو: كم يساوي هذا اللاعب بالنسبة لريال مدريد؟، الإجابة هنا مقلقة بأن مبابي يساوي ريال مدريد تقريبًا.
لماذا مبابي يساوي ريال مدريد تقريبًا؟
مع الأخذ في اعتبار ما تكشفه لنا خاصية تقييم التأثير، سنجد أن كيليان مبابي وحده على القمة بين نجوم ريال مدريد، بينما الآخرين يأتوا من بعده بدون تأثير واضح.
فمثلًا: مبابي يقف بمجموع 566.95 نقطة في الصدارة، يليه وفقًا لتقييم التأثير، أردا جولر بمجموع نقاط 350.2، وفينيسيوس ثالثًا بمجموع 282.88، ورابعًا فالفيردي بـ 271.63 نقطة، وأخيرً جاء كلًا من: تشواميني ورودريجو وبيلينجهام!
| اللاعب | نقاط تقييم التأثير وفقًا لـ365Scores |
| كيليان مبابي | 566.95 |
| أردا جولر | 350.2 |
| فينيسيوس جونيور | 282.66 |
| فيدي فالفيردي | 271.63 |
| أوريلين تشواميني | 265.22 |
| رودريجو جوس | 69.34 |
| جود بيلينجهام | 67.87 |
النتيجة هنا تؤكد أن مبابي هو ريال مدريد وإذا غاب عن أي مباراة لأي سبب سيعاني بقوة اللوس بلانكوس، خاصة وأن النتيجة لا تثبت أنه مجرد تفوق بل هيمنة بسبب الفارق بينه وبين جولر أقرب منافسيه، هذا يعني أن ريال مدريد يعيش ويهاجم ويتنفس عبر مبابي، بينما بقية العناصر تعيش في ظله.
مبابي = مدفع ريال مدريد الحاسم
البداية القوية لـ مبابي مع ريال مدريد، جعلته السلاح الهجومي الذي لا يرحم في تشكيلة ألونسو، حاليًا بات مسجلًا 13 هدفًا في 9 مباريات ما بين الليجا ودوري الأبطال، وهذا العدد ليس مجرد حصيلة تهديفية بل مؤشر على انتظام مخيف في الأداء.
مبابي لم يكتفِ بتسجيل الأهداف السهلة أو الظهور فقط في المباريات المضمونة، لكن أيضًا كان حاضرًا بقوة في أكبر المواعيد في دوري الأبطال وكان المسؤول الأول عن تسجيل أو 5 أهداف للميرنجي في البطولة هذا الموسم.. بمعنى آخر ريال مدريد في أوروبا لم يعرف طريق المرمى إلا عبر مبابي.
| المسابقة | الأهداف | تمريرات حاسمة |
| الدوري الإسباني | 8 | 1 |
| دوري أبطال أوروبا | 5 | 0 |
| المجموع | 13 | 1 |
أوروبا تؤكد حقيقة سيطرة مبابي
إذا تفوق مبابي على زملائه في ريال مدريد، فالأمر لا يتوقف هناك فقط، بل امتد هذا التفوق إلى دوري أبطال أوروبا، ليقف مبابي على قمة نجوم الأندية الكبرة في القارة العجوز بعد أول جولتين فقط من المسابقة.
| اللاعب | نقاط تقييم التأثير وفقًا لـ365Scores |
| كيليان مبابي | 254.66 |
| هاري كين | 212.47 |
| ينس بيتر هوج | 146.77 |
| هاكان تشلهانجلو | 145.85 |
| مايكل أوليسي | 141.43 |
- أن يتصدر مهاجم القائمة ليس غريًبا، لكن أن يتفوق بفارق مريح على مهاجمين ومدافعين وصناع لعب من الطراز العالمي، فهذه رسالة واضحة: مبابي ليس فقط أهم العب في مدريد، بل الأكثر تأثيرًا في أوروبا بأكملها خلال هذه الفترة.
فينسيوس يعيش في ظل مبابي ولا يكفي!
منذ وصول مبابي إلى ريال مدريد، كان الجميع يشير إلى ولادة ثنائية نارية تجمع الفرنسي مع فينيسيوس جونيور، لكن الحقيقة أن العكس هو ما حدث تمامًا.
فينيسيوس حتى الآن لم يقدم ما يليق به، حتى أن الجميع يقول أنه لا يزال متأثرًا بما حدث له في الكرة الذهبية 2024،

حيث انخفض أداء فينيسيوس بشكل مبالغ فيه عن موسمه الذهبي 2023/2024 الذي كان يتصارع فيه على الكرة الذهبية بالأساسي ولم يحصل عليها.
مؤخرًا كان يظهر فينيسيوس وكأنه يجتهد كثيرًا في المباريات ويركض بكثرة لكن بلغة الأرقام لم يكن فعالًا بشكل كبير أمام المرمى، ما يضع سؤالًا أمام الجماهير: هل يستطيع فينيسيوس حمل ريال مدريد إذا غاب مبابي؟ الإجابة ببساطة: لا.
جولر ومبابي.. ثنائية أعادت الماضي إلى الحاضر
الخبر الجميل بالنسبة للجماهير أن أردا جولر وجد في مبابي شريكًا مثاليًا، حيث أن تمريرات اللاعب التركي الساحرة تجد دائمًا النهاية السعيدة عند الفرنسي. هذا التفاهم السريع أعاد إلى الذاكرة ثنائية أوزيل ورونالدو قبل أكثر من عقد.
لكن هنا يكمن الخطر الكبير. إذا غاب مبابي، فإن جولر نفسه قد يفقد بريقه. الشاب التركي لم يجد بعد نفس الانسجام مع بقية المهاجمين، وبالتالي فإن غياب الفرنسي لا يعني خسارة هداف الفريق فقط، بل خسارة نجمين في وقت واحد: مبابي وجولر معًا.

تمريرات جولر الحاسمة لمبابي
| الموسم | عدد التمريرات الحاسمة |
|---|---|
| 2024-2025 | 2 |
| 2025-2026 | 5 |
| الإجمالي | 7 |
تمريرات أوزيل الحاسمة لكريستيانو رونالدو
| الموسم | عدد التمريرات الحاسمة |
|---|---|
| 2010-2011 | 12 |
| 2011-2012 | 7 |
| 2012-2013 | 8 |
| الإجمالي | 27 |
هل ريال مدريد فريق مبني على لاعب واحد؟
الأرقام تؤكد أن كيليان مبابي مسجل في 56% من أهداف ريال مدريد هذا الموسم، في المقابل فينيسيوس جونيور شريكه في الهجوم ساهم في 18% فقط، بينما رودريجو لم يتجاوز حاجز الـ 10%.
| اللاعب | نسبة المساهمة في الأهداف |
| كيليان مبابي | 56% |
| فينيسيوس جونيور | 18% |
| رودريجو جوس | 9% |
وهذا يقول الكثير، بأن ريال مدريد حاليًا ليس فريقًا متوازنًا هجوميًا، بل فريق يعيش على لاعب واحد، وهذه معادلة خطيرة لغاية أن يٌبني فريق على لاعب واحد.
تشابي ألونسو، المدرب الحالي، يستفيد بلا شك من الفورما الخرافية لمبابي. هذا التألق يمنحه الوقت لإعادة ترتيب أوراقه.
ومحاولة إعادة فينيسيوس ورودريجو إلى مستوياتهم الطبيعية، واستعادة بيلينجهام للفورمة التي جعلته نجم الفريق في الموسم الماضي.
لكن هذه الراحة التي يعيشها ألونسو هشة جًدا. لأنها مبنية على لاعب واحد فقط. أي غياب لمبابي سواء بسبب إصابة أو تراجع في المستوى، سيعيد الفريق إلى نقطة الصفر تمامًا، كما حدث مع أنشيلوتي في الموسم الماضي.
مبابي اليوم نعمة قد يتحول غدًا إلى لعنة!
- الخلاصة أن مبابي منح ريال مدريد ما كان يبحث عنه لسنوات، فكرة الهداف الحاسم، أو اللاعب الذي يحسم المباريات الكبرى ويعيد إلى الفريق هيبته القارية، لكن في نفس الوقت كشف هشاشة المنظومة.
- رغم أن الريال يبدو حاليًا كفريق يختزل نفسه في نجم واحد، وهذا خطر للغاية ولا يليق بتاريخ نادي بحجم الميرنجي، لأن الفريق الذي يبني نفسه على نجم واحد ينهار في لحظة غيابه.