كيف يمكن لـ لوكا مودريتش استكمال رحلته مع ريال مدريد بعد سن الأربعين؟

يعتبر الكرواتي لوكا مودريتش أسطورة نادي ريال مدريد الإسباني، من أعظم لاعبي خط وسط كرة القدم في جيله، إذ استطاع أن يحافظ على مستوى عالمي رغم تجاوز معظم زملائه مرحلة الثلاثينات، وهي المرحلة التي يشهد فيها عدد قليل من اللاعبين القدرة على الاستمرار في المنافسة على أعلى المستويات.
في حين أن العديد من نجوم الكرة يواجهون تحديات كبيرة مع تقدم العمر سواء من ناحية اللياقة البدنية أو الضغوط النفسية والتغيرات في أسلوب اللعب، إلا أن لوكا مودريتش استطاع بفضل التزامه الدائم بنظام غذائي وتدريبي صارم أن يظل لاعبًا محوريًا في صفوف قلعة اللوس بلانكوس.
من المعروف أن الاحتفاظ بلياقة عالية بعد سن الثلاثين يُعد من الصعوبات التي يواجهها معظم اللاعبين، إذ تتراجع قدرة الجسم على التعافي مع كل مباراة، وتزداد الإصابات العضلية والضغط البدني بشكل ملحوظ، قليلون هم الذين يتمكنون من التغلب على هذه العقبات والاستمرار في المنافسة.

من بين عؤلاء لاعبون مثل كريستيانو رونالدو وليونيل ميسي، الذين استطاعوا الحفاظ على مستويات مبهرة رغم تقدمهم في السن، وفي هذا السياق، يشكل مودريتش مثالًا حيًا على كيفية تحويل التحديات إلى فرص، حيث يُعد نموذجاً يحتذى به في الالتزام بنمط حياة صحي يتيح له اللعب على أعلى مستوى.
تجديد العقد واستعداد لوكا مودريتش للمستقبل
أعلنت تقارير إعلامية مؤخرًا أن لوكا مودريتش قد عبّر عن نيته تجديد عقده مع ريال مدريد لموسم إضافي، مما يدل على رغبته الصادقة في الاستمرار مع الفريق الذي أصبح جزءًا لا يتجزأ من مسيرته الرياضية منذ انضمامه إلى النادي في عام 2012.
النادي الملكي يتبع سياسة تجديد عقود لاعبيه الكبار في السن لموسم واحد إضافي، وذلك لضمان استمرار التوازن بين الخبرة واللياقة البدنية، وقد أكد الميرنجي في بيانات رسمية تجديد عقد مودريتش حتى صيف عام 2026 بحسب بعض المصادر، وهو ما يعكس الثقة المتبادلة بين اللاعب والإدارة في مواجهة التحديات المستقبلية.
Luka Modrić 🤍 pic.twitter.com/ASPWSkvsAY
— Madrid Xtra (@MadridXtra) February 10, 2025
إن تجديد عد لوكا مودريتش مع صفوف قلعة اللوس بلانكوس لا يعد فقط دليلًا على التزام اللاعب الكرواتي بالفريق، بل هو أيضًا بمثابة رسالة إلى العالم الرياضي بأن النجم الكرواتي ما زال يحتفظ بقدراته الكاملة رغم تقدم الزمن.
النظام الغذائي والتدريبي.. مفتاح لوكا مودريتش للبقاء على القمة
يُعرف عن مودريتش اتباعه لروتين غذائي متوازن وممنهج يضمن له الحصول على كافة العناصر الغذائية الضرورية للحفاظ على لياقته البدنية، فهو يحرص على تناول الأطعمة الغنية بالبروتينات والفيتامينات، مثل الأسماك واللحوم الخفيفة، إلى جانب تناول كميات وفيرة من الخضروات والفواكه الطازجة، كما يُولي أهمية كبيرة لترطيب جسده بشرب الماء بكميات مناسبة، مما يساعده في تجنب الإصابات العضلية ويسرّع من عملية التعافي بعد المباريات المكثفة.
على الصعيد التدريبي، يتبع مودريتش برنامجًا رياضيًا يشمل تمارين القوة والمرونة والتمارين الهوائية، ما يساهم في تقوية عضلاته وتحسين أدائه على أرض الملعب. كما يولي اهتماماً خاصاً لتمارين الإطالة والتعافي التي تُعد أساسية في حياة اللاعب الذي يخوض مباريات على مستوى عالٍ باستمرار، وبفضل هذا النظام المتكامل، استطاع مودريتش الحفاظ على لياقة بدنية تمكنه من المنافسة ضد لاعبين أصغر سنًا في السن، مما يجعله مثالًا يُحتذى به في المجال الرياضي.

إلى جانب النظام الغذائي والتدريبي، يلعب الجانب النفسي دورًا محوريًا في قدرة اللاعب على الاستمرار في تقديم أداء مميز. يتميز مودريتش بالتركيز الذهني العالي والقدرة على تحمل ضغوط المباريات الكبيرة، وهي صفات تأتي نتيجة لتجارب طويلة في الملاعب وعلى مستوى البطولات الكبرى، إن الثقة بالنفس والإيمان بالقدرة على التغلب على التحديات يُعدان من أهم عوامل نجاحه، خاصةً في وقت يحتاج فيه اللاعب إلى تقليل التأثيرات السلبية الناتجة عن تقدم العمر.
بالإضافة إلى ذلك، يعتمد لوكا مودريتش على دعم فريقه وزملائه والمدربين في النادي، مما يخلق بيئة إيجابية تساعده على تحقيق أفضل ما لديه، هذا الدعم المتبادل بين الإدارة واللاعبين يعزز من الروح المعنوية ويقلل من مستويات التوتر، مما يساهم في استمراره في تقديم أداء متميز على مدار المواسم.
على الرغم من التجديد العقدي الذي يشير إلى نية مودريتش البقاء في ريال مدريد لفترة إضافية، يبقى السؤال حول كيفية مواكبته للتطورات البدنية والتكتيكية في عالم كرة القدم الذي يتغير باستمرار، ورغم ذلك، فإن استمراره يعتمد بشكل كبير على الالتزام بالنظام الصحي والبدني الذي يتبعه، وعلى القدرة على التكيف مع نمط اللعب الحديث الذي يتطلب سرعة اتخاذ القرار وتنظيم اللعب الجماعي.
😮 Outside of the boot passes
— UEFA Champions League (@ChampionsLeague) November 20, 2024
😱 Outside of the boot finish #UCL pic.twitter.com/auLwIIOozo
كما أن التحديات الخارجية، مثل المنافسة الشديدة على المراكز الأولى في البطولات المحلية والقارية، تضيف بعدًا آخر يلزم اللاعب بالعمل الدؤوب للحفاظ على مستواه، إلا أن التجارب الغنية التي اكتسبها مودريتش طوال مسيرته تمنحه الثقة والقدرة على مواجهة كل هذه التحديات بكل احترافية.
إن قصة لوكا مودريتش تمثل درسًا في الالتزام والتفاني من أجل البقاء على قمة الأداء الرياضي رغم تقدّم السن، ففي عالم يحتدم فيه التنافس وتتزايد فيه الضغوط البدنية والنفسية، يُظهر مودريتش أن العمر مجرد رقم إذا ما تم الالتزام بنمط حياة صحي متوازن يشمل التغذية السليمة، والتمارين الرياضية المكثفة، والدعم النفسي المتواصل.
تجديد عقده مع ريال مدريد لموسم إضافي ليس مجرد خطوة إدارية، بل هو شهادة على القدرة الفريدة للمواصلة وتحدي الزمن، ومن خلال هذه الخطوة، يؤكد مودريتش للعالم أن القليل هم من يستطيعون الاستمرار في لعب الكرة بعد نهاية الثلاثينات، وأن الإرادة الصلبة والتزام الروتين الصحي هما المفتاح لتحقيق ذلك.