كيف فشل لوكا مودريتش في دور القائد مع ريال مدريد؟

لوكا مودريتش، أسطورة ريال مدريد، يُعد أحد أعمدة الفريق منذ انضمامه في صيف 2012، بفضل مهاراته الاستثنائية وتحكمه الرائع في إيقاع اللعب، كان مودريتش القلب النابض للوسط الملكي لسنوات، قاد الفريق إلى مجد غير مسبوق، مسهمًا في تحقيق خمسة ألقاب دوري أبطال أوروبا، وعدد لا يُحصى من الألقاب المحلية والدولية، ومع ذلك، يبدو أن دوره القيادي هذا الموسم يواجه تحديات كبيرة، خاصة في ظل الوضع الصعب الذي يعيشه الفريق.
يعاني ريال مدريد من تراجع ملحوظ في الأداء هذا الموسم، مما أثار قلق جماهيره، البداية كانت مع خسارة لقب كأس السوبر الإسباني أمام الغريم التقليدي برشلونة بنتيجة قاسية 5-2، تلاها أداء متذبذب في الليجا وكأس ملك إسبانيا، رغم تأهل الفريق بصعوبة إلى ثمن نهائي الكأس بعد الفوز على سيلتا فيجو في مباراة امتدت للأشواط الإضافية، إلا أن المستوى الفني والروح القتالية بدا وكأنهما يفتقدان التوازن.
الفريق يفتقد للروح القتالية التي طالما ميزت ريال مدريد، خاصة في اللحظات الصعبة، تظهر هذه الأزمة في المباريات الحاسمة، حيث بدا اللاعبون أحيانًا فاقدين للتركيز والاندفاع اللازمين لتحقيق الانتصارات، حتى مع وجود لاعبين شباب واعدين في الفريق، فإن غياب قائد ملهم جعلهم يكافحون للانسجام وتحقيق التوازن المطلوب.

لوكا مودريتش.. هل فقد روح ريال مدريد؟
وفقًا لتقرير نشرته شبكة “ريليفو” الإسبانية، فإن رحيل ناتشو إلى القادسية السعودي واعتزال توني كروس تركا فراغًا هائلًا في غرفة الملابس، ناتشو، المعروف بشخصيته القيادية، كان يُشكل مصدر إلهام للاعبين، وكروس كان رمزًا للهدوء والخبرة، ومع غيابهما، يشعر اللاعبون بأنهم “بلا قائد حقيقي”، وهو ما زاد من حالة عدم الاستقرار النفسي داخل الفريق.
رغم الخبرة الكبيرة للوكا مودريتش وعلاقته التاريخية بريال مدريد، إلا أن هدوء شخصيته قد حال دون قدرته على شغل دور القائد الملهم، تشير التقارير إلى أن اللاعبين في غرفة الملابس يفتقدون إلى وجود قائد قادر على تحفيزهم ورفع معنوياتهم في أصعب اللحظات، وبينما كان مودريتش دائمًا قائدًا بأدائه على أرض الملعب، إلا أن دوره في تحفيز الفريق خارج الملعب لم يكن بالقوة الكافية.
في الموسم الماضي (2023-2024)، شهد ريال مدريد نجاحات كبيرة، بفضل التماسك الجماعي والقيادة القوية في غرفة الملابس، كان الفريق يعتمد على ناتشو وكروس لدعم المدرب وإيصال رسائله للاعبين، مع غيابهما، لم يظهر حتى الآن بديل يستطيع سد هذه الفجوة، حتى مع تواجد أسماء كبيرة مثل مودريتش وفالفيردي، قبل رحيلهما.
Modrić 🤝 Güler#SuperCup pic.twitter.com/X7mo5xVhXt
— UEFA Champions League (@ChampionsLeague) August 16, 2024
مع استمرار الأزمات، يصبح من الضروري أن يُعيد ريال مدريد التفكير في قيادته داخل وخارج الملعب، ورغم التحديات التي يواجهها لوكا مودريتش، فإنه لا يزال يملك فرصة لإثبات جدارته كقائد في الفترة المتبقية من الموسم، ومع ذلك، قد يحتاج النادي إلى البحث عن لاعب قادر على الجمع بين المهارة القيادية والأداء الفني لتحفيز الفريق واستعادة الروح المفقودة.
التوترات داخل غرفة الملابس ليست مشكلة فقط للاعبين، لكنها أثارت قلق الجماهير أيضًا، أصوات المشجعين تعالت مطالبة بتعزيز روح الفريق، سواء عبر قيادة قوية من اللاعبين الحاليين أو بالتعاقد مع شخصيات تتمتع بالقدرة على قيادة المشروع المستقبلي للنادي.
في النهاية، يبقى لوكا مودريتش أيقونة للنادي، لكن “تذبذب” تأثيره في لعب دور القائد هذه المرة يفتح الباب أمام تساؤلات كثيرة حول قدرة ريال مدريد على تجاوز أزماته وإعادة بناء منظومته القيادية، ومن الواضح أن الأسطورة الكرواتي باتّ العبء ثقيلًا عليه وهو ما قد يجعله يعاني في قيادة الفريق حاليًا.
[/sc]