فايزة العماري – من هي والدة كيليان مبابي ومدى تأثيرها عليه؟

في عالم الرياضة الذي يمتزج فيه الشغف بالتحديات، تظهر صورة الأم كرمز للقوة والإلهام؛ وفي حالة كيليان مبابي، يتجلى هذا الدور في شخصية فايزة العماري، التي شكلت حجر الزاوية في بناء مسيرته الفنية المتألقة، فالأم ليست مجرد معلمة في مراحل الطفولة، بل هي النور الخافت الذي يرافق النجوم في دروب الإبداع والنجاح.

لطالما اعتبرنا الأم منبع الحنان والدعم غير المشروط، وهي التي تزرع في نفوس أبنائها قيم الثبات والتفاني، في مجالات الحياة كافة، وخاصة الرياضة، تُعد الأم هي القوة الخفية التي تقود النجم نحو القمم، تأثيرها يمتدّ ليشمل الجانب النفسي والمهني، حيث تساعد في صياغة الشخصية وتوجيه القرارات المصيرية.

هذا هو الحال مع الفرنسي كيليان مبابي نجم صفوف نادي ريال مدريد الإسباني، الذي يعد اليوم رمزًا للسرعة والإبداع والذكاء في الملعب، ولا يمكن إنكار أن دعم والدته ووكيلة أعماله، فايزة العماري كان له بالغ الأثر في تكوين مسيرته الاستثنائية.

كيليان مبابي لم يكن مجرد لاعب موهوب؛ بل هو نجم سطع في سماء كرة القدم العالمية بفضل قدرته الفنية الخارقة وروحه التنافسية العالية، لقد تجسدت مواهبه في كل لمسة، وفي كل قرار سريع اتخذه داخل الملعب، مما أكسبه مكانة مميزة بين كبار اللاعبين، ومع ذلك، فإن وراء هذه الموهبة تكمن شخصية فايزة العماري، التي كرست حياتها لتكون الداعم الأول والمستشار الأمين لابنها منذ نعومة أظفاره.

فايزة العماري.. السيرة الذاتية وتأثيرها في مسيرة كيليان مبابي

وُلدت فايزة العماري في بوندي على مشارف باريس، لكن جذورها تمتد إلى الأراضي القبائلية بشمال الجزائر، مما أضفى عليها روح الأصالة والإصرار، في شبابها، تألقت كلاعبة كرة يد مع نادي بوندي والمنتخب الفرنسي لكرة اليد في نهاية التسعينيات وبداية العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، هذه التجربة الرياضية شكلت أساسًا متينًا لفهمها عميقًا لعالم الرياضة، مما مكنها فيما بعد من تحويل هذا الشغف إلى مسار مهني ناجح.

تزوجت فايزة العماري من ويلفريد مبابي، المدرب والوكيل الفرنسي الكاميروني، في عام 1997، ورغم التحديات التي واجهها الزوجان، ظل التعاون قائمًا لصالح مسيرة أبنائهما، كيليان وإيثان، بالإضافة إلى التبني الذي أضاف لعائلتهم بُعدًا إنسانيًا جديدًا مع انضمام جيريس كيمبو إيكوكو، ورغم أن الزوجين انفصلا فيما بعد، إلا أنهما احتفظا بعلاقة طيبة تضمن استمرارية الدعم العائلي والتكاتف في مواجهة تحديات عالم كرة القدم.

🚨 Kylian Mbappe’s mother reacts! pic.twitter.com/lJ2zSSsZqq

— Madrid Xtra (@MadridXtra) July 16, 2024

بعد اعتزالها، قررت فايزة الانتقال إلى عالم الأعمال الرياضية، وأصبحت فيما بعد وكيلة أعمال ابنها كيليان مبابي، من هنا بدأت رحلة التفاوض الذكي والحنكة التجارية، إذ أدارت عدة صفقات مهمة جعلت من مبابي أحد أبرز نجوم كرة القدم في العالم، فقد كانت وراء كل خطوة مصيرية في مسيرته، بدءًا من انتقاله التاريخي من موناكو إلى باريس سان جيرمان، مرورًا بتجديد عقوده، وصولًا إلى انتقاله اللاحق إلى إسبانيا.

تُعرف فايزة العماري بقدرتها الفائقة على إدارة مفاوضات العقود، حيث لعبت دور المنقذ في لحظات حرجة، ففي عام 2021، عندما أعلن مبابي رغبته في مغادرة باريس سان جيرمان وسط ضغوط كبيرة، كانت فايزة الصوت الحكيم الذي هدأ الأوضاع وأعاد التوازن، قائلة ببساطة: “عندما يريد كيليان شيئًا، يمكنك المحاولة بقدر ما تريد، لكنه سيختار دائمًا ما يراه الأنسب”، هذا الأسلوب الحازم والواعي في اتخاذ القرارات جعل منها واحدة من أقوى الشخصيات خلف الكواليس، حيث كانت تتنافس بفطرتها مع كبار المسؤولين الرياضيين في أوروبا.

ليس فقط الجانب التجاري هو ما ميز فايزة؛ بل كان لها أيضًا الدور الكبير في تشكيل شخصية مبابي خارج الملعب، فقد كانت الرفيق والداعم النفسي الذي يشجعه على مواجهة التحديات، مستثمرةً في تطوير مهاراته وإعداد البيئة المثلى لتحقيق طموحاته، بتوجيهاتها الحكيمة، تعلم مبابي أهمية الانضباط والعمل الجاد، مما انعكس إيجابيًا على أدائه الفني وأصبح اليوم أحد أعمدة الكرة العالمية.

تتجلى قصة فايزة العماري في كونها أكثر من مجرد والدة أو وكيلة أعمال؛ إنها رمز للقوة، الثبات، والحكمة التي تسهم في صقل نجوم المستقبل، تأثيرها على مسيرة كيليان مبابي يتجاوز حدود الأرقام والصفقات؛ فهو يتجسد في كل لمسة كروية، وفي كل قرار يتخذه مبابي داخل الملعب.

عبر دعمها اللامحدود ورؤيتها الثاقبة، أثبتت فايزة أن وراء كل نجم عظيم قصة أم عظيمة، وفي عالم تشتد فيه المنافسة وتتعدد التحديات، يظل وجود الأم بمثابة المرفأ الآمن الذي يمكّن الأبطال من تحقيق أحلامهم والوصول إلى قمم المجد، بهذه الروح والإصرار، يُثبت مبابي يومًا بعد يوم أن النجاح ليس حكرًا على اللاعبين وحدهم، بل هو ثمرة جهد مشترك يبدأ من البيت وينتهي في الملاعب العالمية.