365TOPأخبارتقارير ومقالات خاصةريال مدريدقصص 365Scoresكرة القدم الفرنسيةكرة قدم
الأكثر تداولًا

فانوس رمضان – زين الدين زيدان “هدية” ريال مدريد المفقودة التي يحلمون بعودتها

في شهر رمضان المبارك تتزين الشوارع بالفوانيس، ويتهادى به الأحباء، هدية قيمة وثمينة تصنع بشكل مبتكر كل عام ليتماشى مع تطورات العصر وتظل قيمته مهما اختلف الزمن وتقول الأسطورة بأن له قدر من السحر على تحقيق المعجزات وتحويل الأحلام إلى حقائق وواقع ملموس.

هديتنا في رمضان ستكون فانوس يومي، في صورة لاعب أو مدرب كان له مفعول السحر في اسعاد جماهيره، وتقديم لهم البطولات على طبق من ذهب وادخل في قلوبهم سرور يساوي فرحتك بأول فانوس جلبه لك أحد والديك في طفولتك. وهي الفقرة اليومية طوال شهر رمضان على موقع 365Scores

في الحلقة الخامسة من “فانوس رمضان“، يصطحبنا فيها الأسطورة الفرنسية زين الدين زيدان، ذو الأصول الجزائرية، الذي جاء في حالة طوارئ فجعل أوروبا في حالة طوارئ!.

زين الدين زيدان الذي لمع كالنجوم داخل أسوار سانتياجو برنابيو في فترته كلاعب، كان أمرًا طبيعيًا أن يصطحب معه “شخصية البطل” التي عرفها جيدًا هناك، ليعيد الميرينجي إلى مجده الأوروبي مرة أخرى.

الجميع بين مشجعي ريال مدريد كانوا يضعون “العاشرة” في كفة وجميع ألقاب دوري أبطال أوروبا في كفة أخرى، لقب جاء بعد غياب دام قرابة 12 عامًا تقريبًا.. فلن يكفِ التمجيد له لعامِ أو عامين!

زين الدين زيدان (المصدر:Gettyimages)
زين الدين زيدان (المصدر:Gettyimages)

المدهش في الأمر أن من جلّب لريال مدريد “التاسعة” في دوري أبطال أوروبا كان “زيدان” وذلك في أول مواسمه مع الميرينجي! ومنذ ذلك الحين لم يخرج من اللوس بلانكوس نجم قادر على حمل الفريق على أعناقه مثلما كان يفعل زيدان في السابق.

الفرنسي كان يعرف جيدًا ما يجب عليه فعله، إعادة مجد الأبيض لاحتلال أوروبا، كانت المهمة الأولى له بكل تأكيد، هو لا يعرف الابتسامة داخل الملاعب كل ما يعرفه تقديم الحلول الفورية لإنقاذ الموقف!

تتفق أو تختلف مع زيدان، لكن فترته كمدرب في البرنابيو كانت الأفضل على الإطلاق بين فترات المدربين الذين تعاقبوا على مقاعد بدلاء الفريق الأبيض!

ضربة البداية عادة تُغيّر مصير كل شيء!

المعروف عن زيدان إنه لأب يُدعى إسماعيل وأم تُسمى مليكة، والاثنين تعود جذورهم إلى الجزائر وتحديدًا في قرية “أجيمون”، لكن في الخمسينات وتحديدًا عام 1953 ومع بوادر إندلاع ثورة التحرير الجزائرية قررا الرحيل بشكل سريع من هناك حفاظًا على أمنهما وأولادهما.

استقرت أسرة زيدان الصغيرة في ذلك التوقيت في المناطق الشمالية في سان دوني في فرنسا، وعاشت الأسرة في حالة صعبة جدًا في البداية نظرًا لعدم وجود فرص عمل، حتى قرر والد زيدان الانتقال للعيش في ضاحية تُسمى “لا كاستيلان” في مدينة مارسيليا الفرنسية.

والد زيدان كان عاملًا في مستودع في النهار ويعمل كحارس لمتجر في الليل، لذا عاش زيدان الطفل مع والدته “ربة المنزل” وقت أطول من والده.

زيدان - ريال مدريد
زين الدين زيدان

زيدان الذي كان يبلغ الخامسة من عمره في عام 1977، طلب من والده الانضمام إلى الأطفال الذين كانوا يتجمعون في المساء للعب كرة القدم في ساحة تارتان في مارسيليا بجوار منزله.. فوافق الأب على ذلك ومن هنا كانت بداية الجزائري الصغير مع كرة القدم.

عندما أصبح عمره 10 سنوات، وجده المسؤولين عن اكتشاف المواهب في نادِ محلي يعرف بإسم “يو أي سان هنري” ظل معه حتى رأه مدرب فريق يسمى “سبتيم”، لم يهدأ مدرب هذا الفريق إلا بعدما خطفه ليكون القطعة الناقصة في فريق كرة القدم الذي يُدربه! وبالفعل ظل زيدان الصغير هناك حتى أصبح عمره 14 عامًا.

كتب القدر لزيدان أن يحضر معسكر تدريبي قصير مدته 3 أيام فقط، تم تنظيمه تحت راية الاتحاد الفرنسي لكرة القدم! وهناك ظهرت مهارات وإمكانيات زيدان بقوة، ما جذب انتباه كشافة نادي “كان” إليه، فتم التعاقد مع الجزائري ليصبح جزء من الفريق فيما بعد.

في بداياته مع “كان” تعرض لهجوم شديد وعنصرية غير مبررة من قِبل الجماهير الفرنسية، ولاحظ المدربين أنه كان فظ وعنيف في رده، وفي إحدى المرات قام بـ”لكم” خصمه بعدما سخر منه أصله العربي، فتم معاقبته في الأسابيع الأولى بتنظيف النادي فقط!

ظل زيدان في هذا النادي قرابة 4 سنوات قبل أن ينتقل إلى فريق بوردو عام 1992 الذي بدأ معه التألق بقوة، وفاز معه بكأس إنترتوتو عام 1995.

زين الدين زيدان - كأس العالم 98
زين الدين زيدان – منتخب فرنسا

خلال تلك الفترة، تواصل معه المسؤولين في الاتحاد الفرنسي لعرض إمكانية تمثيل منتخب فرنسا في المحافل العالمية، فوافق زيدان.. ومن تاريخ 17 أغسطس 1997 كان الظهور الأول له بقميص منتخب فرنسا.

المدهش أن إسمه كان بين الأسماء المستدعاه للمشاركة في كأس العالم 1998، الذي قاد فيه الديوك حتى النهائي ونجح في التسجيل وجلب الكأس الذهبية الغائبة عن فرنسا.. فأصبح زيدان محمولًا على الأعناق والجميع يردد إسمه بحفاوة ونشوة غير مسبوق.

بعد الفترة التي قضاها في “بوردو” نجح المسؤلون في يوفنتوس في التوقيع معه ليبدأ فترته الأسطورية هناك في إيطاليا بدأت من عام 1997 وانتهت في عام 2001.

توّج زيدان بألقاب أكثر وبات أسطورة فريقه الحيّة بعدما جلب للسيدة العجوز 6 ألقاب مختلفة بينهم؛ الدوري الإيطالي وكأس السوبر الإيطالي والسوبر الأوروبي وكأس إنتركونتيننتال وكأس إنترتوتو.

بعد تلك الفترة المبهرة مع اليوفي، كان من الطبيعي أن تجده في أي من الفريقين الأكبر على الإطلاق في الألفية الأولى، إما ريال مدريد أو برشلونة لا ثالث لهما! لكنه في النهاية كان من نصيب النادي الأبيض.

زين الدين زيدان
زين الدين زيدان – المصدر: Gettyimages

توّج زيزو مع ريال مدريد بنفس عدد الألقاب والبطولات التي حصدها مع يوفنتس (6 ألقاب)، لكن بخلاف الفوز بالدوري الإسباني والسوبر الإسباني، أخيرًا نجح زيدان في حصد اللقب الأغلى على الإطلاق؛ دوري أبطال أوروبا.. عندما جلب “التاسعة” للميرينجي في نسخة 2002.

ولأنه حصد دوري الأبطال فقط مع ريال مدريد، يبدو أنه أتخذ عهد على نفسه بأن يصبح من بين الأساطير التي حصلت على لقب البطولة كلاعب وكمدرب مع نفس الفريق!

ولأن الأحلام لا قيود لها.. حلم زيدان وحاول في كل مرة أن يحقق حلمه بشتى الطرق حتى جاءته الفرصة بين يديه وبدون تدخل منه!

فأصبح الفتى الذي جاء في حالة طوارئ (أحداث ثورة التحرير الجزائرية) ليجعل أوروبا كلها في حالة طوارئ (الفوز بدوري أبطال أوروبا 3 مرات متتالية).

زين الدين زيدان الذي جاء في حالة طوارئ

قرر زيدان تعليق حذائه الرياضي في 2006 بقميص ريال مدريد، وانغمس بعدها لأكثر من 3 سنوات في الحصول على رخصة التدريب في عالم كرة القدم.

لنتفاجئ في 2010، بطلب غريب من جوزيه مورينيو، الذي ذهب إلى فلورنتينو بيريز ليطالبه بضرورة جلب زيدان ليصبح مستشارًا خاصًا للفريق الأول في ريال مدريد.. فتم الموافقة على هذا الطلب!

في 2011، لم يمر سوى عام واحد فقط، أصبح زيدان المدير الرياضي في النادي الأبيض وهو المسؤول عن اللاعبين الجدد والتعاقدات والتوقيعات لبناء جيل مميز قادر على جلب الألقاب للميرينجي.

بعد عامين بالتمام، وتحديدًا في 2013 ترك منصب المدير الرياضي وشغل منصب مساعد كارلو أنشيلوتي، وفي عام 2014، تم الإعلان من قِبل ريال مدريد على تولي زيدان تدريب فريق الشباب “الكاستيا”.

حصل ريال مدريد على لقب “العاشرة” في دوري أبطال أوروبا وكان “روح” زيدان تحوم حول النادي الأبيض أثناء التحضيرات لتلك المباراة التاريخية.

لكن زيدان الذي استمر مع كاستيا حتى 2016، استيقظ ذات يوم على قرار إعلان إقالة مدرب الفريق الأول “رافا بينيتيز”، وفي اليوم نفسه تم تسليمه المهمة بعقد يمتد لموسمين ونصف! ربما مجازفة أو جنون من إدارة الميرينجي.. لكن بيريز لديه نظرة لا تخيب دائمًا.

راموس - زيدان
راموس – زيدان

نجح زيدان في أول مواسمه مع ريال مدريد في حجز مقعد له في نهائي دوري أبطال أوروبا! ليضرب موعدًا مع أتلتيكو مدريد ويحصد “الحادية عشر” بركلات الترجيح! في الموسم نفسه حلّ في وصافة ترتيب الليجا بفارق نقطة واحدة عن برشلونة!

أصبح زيدان بعد لقب الحادية عشر ثاني شخص يعد ميجيل مونيوز يفوز بدوري أبطال أوروبا كلاعب ومدرب مع ريال مدريد، وأول فرنسي وسابع مدرب يحقق ذلك الإنجاز في العموم.

أكمل زيدان مسبرته كمدرب مع ريال مدريد على هذا المنوال، لم يتهاون أبدًا في رحلته داخل البرنابيو كما كان لاعبًا في السابق، فحقق 9 ألقاب كمدرب ليتفوق على نفسه عندما كان لاعبًا وحقق 6 ألقاب فقط!

حصل زيدان على 3 ألقاب متتالية في دوري أبطال أوروبا، ولقب الدوري الإسباني مرتين وسيطر على كأس العالم للأندية في مناسبتين، وكذلك السوبر الأوروبي الذي حققه مرتين.

غادر زيدان ريال مدريد بشكل مفاجئ بعدما حقق لقب دوري أبطال أوروبا على حساب ليفربول في عام 2018.

زين الدين زيدان – كريم بنزيما – المصدر: Gettyimages

عاد زيدان مجددًا لتدريب ريال مدريد في 2019 خلفًا للأرجنتيني سانتياجو سولاري، وحصل على لقبي الدوري والسوبر الإسباني في أول موسم له.

لكن الموسم الثاني له مع الميرينجي كان كارثيًا بعدما فشل في الخروج بدون ألقاب سواءً على الصعيد المحلي أو القاري ولعدم قدرته على قيادة الفريق في دوري أبطال أوروبا قرر الرحيل مجددًا في نهاية الموسم.

هدية ريال مدريد المرتقبة ؟!

تتفق أو تختلف مع زيدان بعد فترته الأخيرة مع الميرينجي.. لكنه رجل أعاد هيبة ريال مدريد بين كبار أوروبا فأصبح الفريق الأبيض هو الزعيم والجميع يأتوا من بعده.. رجل أعاد إحياء موهبة كريم بنزيما وآمن به حتى حصد الكرة الذهبية الأولى في تاريخه.. وثق في رجل عجوز (مودريتش) فأصبح العجوز هو العصا السحرية التي يضرب بها هنا وهناك لتحقيق المعجزات.

رجل جعل كافة الأندية تتسابق من أجل الظفر به لتدريب فريقهم من أجل الفوز بلقب ما غائب عنهم.. أصبح عنوانًا للألقاب حتى أن جماهير الميرينجي تحلم بعودته مجددًا حتى وإن كان الفريق الأبيض لا يزال سيدًا للعالم من بعده.. الجميع يعرف أن تلك البصمات هي بصماته!

الآن ومع تذبذب أداء الميرينجي مع كارلو أنشيلوتي، والأقاويل هنا وهناك تزداد حول التفكير في الإطاحة به، هل يكون زين الدين زيدان (الحاضر دائمًا في مدرجات البرنابيو) الهدية المفقودة التي سيحصل عليه جماهير ريال مدريد ليصبح الفانوس المضيء في رحلة ساحرة أخرى.

سارة علي

صحفية من مصر، بدأت العمل الصحفي منذ 2012

4118 مقال

المقالات المتعلقة