الدوري الإسبانيبرشلونةأخباربرشلونة
الأكثر تداولًا

علاقة توكسيك.. فيتور روكي لم يحتفل أمام برشلونة رغم معاناته معهم!

في العلاقات الإنسانية، يمكن أن تتسم بعض الروابط بالتعقيد والتوتر، مما يجعلها تُوصف بأنها “توكسيك” أو سامة، هذه الديناميكية ليست محصورة فقط في العلاقات الشخصية، بل يمكن أن تمتد إلى عالم كرة القدم، حيث تظهر أحيانًا في علاقة اللاعب بناديه، واحدة من أبرز الأمثلة على ذلك هي العلاقة بين الموهبة البرازيلية فيتور روكي ونادي برشلونة الإسباني.

على الجانب الآخر؛ عندما انتقل فيتور روكي إلى برشلونة، كان يُنظر إليه كأحد أبرز المواهب البرازيلية الصاعدة، انضمامه إلى أحد أكبر أندية العالم كان خطوة كبيرة، تحمل معها أحلامًا كبيرة، لكن تلك الأحلام تحولت سريعًا إلى كابوس، حيث عانى اللاعب من تحديات كبيرة داخل وخارج الملعب، الضغوط النفسية الهائلة التي واجهها فيتور، سواء من الجماهير أو الإدارة أو حتى الإعلام، جعلته يشعر وكأنه محاصر في بيئة لا تتفهم احتياجاته كلاعب شاب.

صرّح فيتور روكي في عدة مناسبات أن فترته مع البارسا كانت من أصعب الفترات في حياته المهنية، لم يكن قادرًا على تقديم أفضل ما لديه بسبب الضغوط الهائلة التي كانت تُمارس عليه، زوجته، ديانا لينز، كشفت في وقت سابق عن تأثير هذه التجربة على حياتهما الشخصية، حيث أكدت أن الانتقال إلى إسبانيا جاء بتبعات سلبية على علاقتهما الزوجية، مضيفة أن فيتور كان يتعامل معها بعصبية بسبب تلك الضغوط.

فيتور روكي - ريال بيتيس
فيتور روكي – ريال بيتيس

في محاولة لإنقاذ مسيرته، قرر برشلونة إعارة فيتور روكي إلى ريال بيتيس خلال فترة الانتقالات الصيفية، الصفقة تضمنت إعارة تمتد حتى عام 2025، مع خيار تمديدها لموسم إضافي وإمكانية الشراء النهائي، وفي بيتيس، حصل روكي على الفرصة التي كان يبحث عنها، حيث بدأ يلعب بشكل منتظم ويستعيد ثقته بنفسه، النادي الأندلسي وفّر بيئة أكثر هدوءًا واستقرارًا، مما ساعد اللاعب على التألق وإظهار إمكانياته الحقيقية.

تأثير علاقة فيتور روكي التوكسيك بـ برشلونة على حالته

في 15 يناير 2025، التقى ريال بيتيس وبرشلونة في مباراة ضمن دور الـ16 من كأس ملك إسبانيا، على ملعب مونتجويك معقل البارسا، حيث كانت هذه المواجهة بمثابة اختبار خاص لفيتور روكي، الذي شارك أساسيًا ضد ناديه السابق، ورغم أن الفريق الكتالوني تمكن من تحقيق فوز كبير بنتيجة 5-1، إلا أن فيتور نجح في تسجيل هدف بيتيس الوحيد من ركلة جزاء.

لكن اللافت للنظر لم يكن الهدف نفسه، بل رد فعل فيتور بعد تسجيله ركلة الجزاء؛ حيث أن اللاعب رفض الاحتفال احترامًا لجماهير ولاعبي برشلونة، مما أظهر جانبًا عاطفيًا من شخصيته، هذا التصرف عكس حجم التأثير الذي تركه البارسا في حياة فيتور، حتى مع كل المعاناة التي مر بها هناك.

بعد المباراة، تحدث فيتور روكي للإعلام قائلًا: “برشلونة سيظل جزءًا من قصتي، رغم كل ما حدث، هم يملكون فريقًا مذهلًا الآن، وأتمنى لهم الأفضل”، تصريحاته أظهرت مزيجًا من الاحترام والحسرة، وكأن اللاعب ما زال يحمل مشاعر متناقضة تجاه فريقه السابق.

في سياق آخر؛ بحسب ما تٌفيد به “تشارلي هيلث” المؤسسة العالمية للصحة النفسية، أن العلاقات السامة تشير عادةً إلى ديناميكية حيث توجد سلبية مستمرة أو تلاعب أو خلل وظيفي يستنزف الطاقة العاطفية ويسبب ضائقة، يمكن أن تشمل السلوكيات السامة الانتقاد المفرط أو الافتقار إلى الدعم، في حين أن العلاقات “التوكسيك” يمكن أن تكون ضارة برفاهية الفرد واحترامه لذاته، إلا أنها قد لا تنطوي دائمًا على ضرر متعمد.

في العلاقات السامة، قد يبدأ الشخص الذي يتعرض للسلوك الضار في الشك في قيمته الذاتية وقدراته، وتمامًا هو ما عانى منه فيتور روكي بسبب برشلونة، قد يشعر وكأنه يمشي على قشر البيض باستمرار ويكون في حالة من القلق أو الخوف المتزايد، بمرور الوقت، يمكن أن تصبح هذه المشاعر ساحقة وتؤدي إلى إجهاد مزمن، مما قد يضر بالصحة الجسدية والعقلية للشخص.

على صعيد متصل؛ رغم الأداء الجيد الذي يقدمه فيتور مع ريال بيتيس، تشير التقارير إلى أن برشلونة لا يخطط لإعادته، بدلًا من ذلك، يدرس النادي استخدامه كجزء من صفقة تبادل للحصول على خدمات مهاجم سبورتينح لشبونة، فيكتور جيوكيريس، هذه الأخبار زادت من تعقيد علاقة البرازيلي مع البارسا، حيث يشعر وكأن النادي ينظر إليه كأداة تجارية بدلًا من لاعب يستحق الاستثمار فيه.

بالرغم من ذلك؛ ففي ريال بيتيس، يبدو أن فيتور روكي وجد البيئة المثالية التي كان يبحث عنها، الفريق يمنحه الحرية والثقة، مما ينعكس إيجابيًا على مستواه وقدراته الفنية، كذلك الجماهير الأندلسية تبدي دعمها الكبير له، وهو ما يعزز من شعوره بالانتماء والاستقرار.

تجربة فيتور روكي مع برشلونة تعكس ديناميكية معقدة في عالم كرة القدم، حيث لا تسير الأمور دائمًا كما هو مخطط لها، رغم الصعوبات، أظهر اللاعب احترامًا كبيرًا لناديه السابق، مما يبرز نضجه كلاعب وشخص، وبينما يبدو أن فصله مع برشلونة قد انتهى، إلا أن تأثير تلك العلاقة سيظل حاضرًا في مسيرته.

إحصائيات مواهب الدوري الإسباني


[/sc]

عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.