كأس أمم إفريقيا 2025منتخب المغربأخبارالجزائر

طائرة في الملعب ومنحوس وشجار شهير.. ما سر متعة كأس أمم إفريقيا على مر التاريخ؟

على بُعد ساعات قليلة من انطلاق نسخة جديدة من بطولة كأس أمم إفريقيا 2025، تعود الأنظار مجددًا إلى الحدث الكروي الأعرق والأكثر شعبية في القارة السمراء، والتي تستضيفها المغرب وسط ترقب جماهيري كبير وشغف لا يضاهيه أي حدث قاري آخر.

وستبدأ منافسات بطولة كأس أمم إفريقيا 2025 مساء اليوم الأحد 21 ديسمبر، بالمواجهة التي ستجمع بين أصحاب الأرض المغرب ضد جزر القمر، في الجولة الأولى من البطولة.

كأس أمم إفريقيا ليست مجرد بطولة كرة قدم، بل حالة خاصة تجمع بين القوة والجنون والدراما، بطولة دائمًا ما تكون مليئة بالمستويات العالية، في ظل وجود نخبة من أفضل لاعبي العالم، المحترفين في أكبر أندية أوروبا، إلى جانب صراع شرس بين منتخبات لا تعترف سوى بالفوز.

قائمة منتخب المغرب الرسمية في كأس أمم إفريقيا 2025 - تصوير: عمر الناصيري
كأس أمم إفريقيا 2025 – تصوير: عمر الناصيري

الطرائف العامل المكمل لمتعة أمم إفريقيا

لكن ما يمنح البطولة نكهتها الاستثنائية لا يقتصر فقط على النجوم أو الأهداف أو المنافسة، بل يمتد إلى ما هو أبعد من ذلك: مواقف غريبة، لحظات صادمة، مشاهد عنيفة أحيانًا، وحكايات إنسانية أو كوميدية تحولت مع الزمن إلى جزء من ذاكرة البطولة.

من شجارات مدوية، إلى قرارات تحكيمية لا تُصدق، ومن منتخبات عظيمة لم تبتسم لها الألقاب، إلى طرائف لا تتكرر إلا في إفريقيا، صنعت كأس الأمم تاريخًا حافلًا لا يُملّ من استعادته.

وقبل انطلاق نسخة 2025، يستعرض 365Scores أبرز هذه المواقف التي رسخت متعة البطولة وجعلتها مختلفة عن أي مسابقة أخرى في العالم، وهي كالآتي:

شجار ميدو وحسن شحاتة.. والهدف الذي غيّر كل شيء

في نسخة 2006 بالقاهرة، عاش الجمهور المصري واحدة من أشهر لحظات التوتر في تاريخ البطولة، بعدما انفعل أحمد حسام “ميدو” عقب قرار حسن شحاتة باستبداله والدفع بعمرو زكي. المشهد تحول إلى شجار علني على دكة البدلاء، أثار جدلًا واسعًا وقتها.

لكن كرة القدم لا تعترف إلا بالنهاية، إذ نجح عمرو زكي في تسجيل هدف الفوز، ليصبح القرار – رغم كل الضجيج – واحدًا من أكثر القرارات شهرة ونجاحًا في تاريخ البطولة.

قميص لا يُنسى.. عندما لعبت الكاميرون بطقم كرة سلة

دخل منتخب الكاميرون التاريخ ليس فقط بأدائه، بل بطقمٍ أثار دهشة العالم، حين ظهر في إحدى النسخ بزيّ أشبه بملابس كرة السلة، في مشهد غير مسبوق داخل المستطيل الأخضر.

الطقم تحوّل إلى أيقونة، وأصبح رمزًا لجرأة البطولة الإفريقية، حيث لا توجد قواعد تقليدية تمنع المفاجآت حتى في أبسط التفاصيل.

حكم أنهى المباراة قبل موعدها!

في نسخة 2022، شهدت مباراة تونس ومالي واحدة من أغرب الوقائع التحكيمية في تاريخ الكرة، بعدما أطلق الحكم صافرة النهاية في الدقيقة 85:12، دون أن يدرك أنه أنهى اللقاء قبل وقته الرسمي.

الواقعة أثارت صدمة واحتجاجات واسعة، وأصبحت مثالًا حيًا على أن المستحيل يمكن أن يحدث في كأس أمم إفريقيا.

من الإقالة إلى المجد.. حكاية كوت ديفوار 2024

منتخب كوت ديفوار عاش دراما مكتملة الأركان في نسخة 2024، بعدما قرر الاتحاد إقالة المدرب عقب دور المجموعات، في قرار بدا صادمًا للجميع.

لكن المفاجأة الكبرى جاءت مع تولي إيميرس فاييه المهمة، ليقود المنتخب بعدها إلى التتويج باللقب، في واحدة من أعجب قصص “الريمونتادا الإدارية” في تاريخ البطولة.

منتخب كوت ديفوار
منتخب كوت ديفوار – (المصدر:Gettyimages)

طائرة تهبط في الملعب لإنهاء الشغب

في نسخة 2015، تحولت مباراة غانا وغينيا إلى فوضى عارمة بسبب أحداث شغب عنيفة، ما استدعى تدخل طائرة هليكوبتر هبطت داخل الملعب لتأمين خروج اللاعبين.

مشهد لا يمكن تخيله في أي بطولة أخرى، لكنه وجد طريقه إلى سجل كأس أمم إفريقيا المليء بالغرائب.

أداما تراوري يدخل بدل أداما تراوري… ولكن!

في نسخة 2019، شهدت مباراة موريتانيا ومالي موقفًا طريفًا نادر الحدوث، بعدما خرج لاعب يُدعى أداما تراوري، ودخل بدلًا منه لاعب آخر يحمل الاسم نفسه.

الغرابة لم تتوقف عند الأسماء، بل سجل اللاعبان هدفين في المباراة، لتتحول الواقعة إلى واحدة من أكثر اللحظات الكوميدية في تاريخ البطولة.

كوت ديفوار 2012.. بلا أهداف في مرماها وبلا لقب

قدّم منتخب كوت ديفوار نسخة مثالية دفاعيًا في بطولة 2012، إذ لم تستقبل شباكه أي هدف طوال البطولة، لكنه رغم ذلك فشل في التتويج.

المنتخب خسر النهائي بركلات الترجيح، ليؤكد أن كأس أمم إفريقيا لا تعترف بالمنطق أحيانًا، وأن الكمال لا يضمن المجد.

ويلفريد زاها.. موهبة “منحوسة” مع الألقاب

في 2015، رفض ويلفريد زاها تمثيل كوت ديفوار انتظارًا لاستدعاء منتخب إنجلترا، لكن المفارقة أن كوت ديفوار تُوّجت باللقب، بينما لم يحصل زاها على فرصة دولية مع الإنجليز.

وعندما انضم لاحقًا لمنتخب بلاده، خسر الفريق 3 ألقاب متتالية، ثم عاد للتتويج في نسخة 2023 عندما لم يتم استدعاؤه، ليصبح اسمه مرتبطًا بلقب “اللاعب المنحوس” في ذاكرة البطولة.

هكذا هي كأس أمم إفريقيا: بطولة لا تُلعب فقط بالقدم، بل بالمشاعر، والغرابة، والقصص التي لا تنتهي. ومع انطلاق نسخة 2025 في المغرب، يبقى السؤال مفتوحًا: أي حكاية جديدة ستُضاف إلى هذا السجل الاستثنائي؟

حسام مجدي

صحفي رياضي مصري مواليد 1999، بدأ العمل في المجال الصحفي عام 2017، مهتم بتغطية الأحداث العالمية والعربية، ومهتم بالقصص التاريخية عن كرة القدم، بجانب إجراء حوارات صحفية مع العديد من نجوم وأساطير اللعبة، بجانب تغطية الأخبار المحلية في مصر، والعمل في إعداد البرامج الرياضية.