أمم إفريقيا 2025جيلا دويأخباركأس أمم إفريقيا

شقيق نجم باريس الذي فضل الأفيال على فرنسا محط أنظار كبار أوروبا

في عالم كرة القدم، كثيرًا ما تفرق الخيارات الوطنية بين الإخوة، ليرسم كل منهما مسارًا مختلفًا تحت ألوان أعلام متباينة. واليوم، يتكرر المشهد مع جيلا دوي، شقيق ديزيري دوي نجم باريس سان جيرمان، الذي قرر أن يضع قلبه وانتماءه تحت تصرف منتخب كوت ديفوار، مفضلًا تمثيل “الأفيال” على إغراءات الديوك الفرنسية، ليصبح أحد أبرز الأسماء الشابة التي تخطف الأنظار في كأس الأمم الإفريقية 2025.

ويقدم الظهير الأيمن الواعد مستويات استثنائية مع نادي ستراسبورج الفرنسي، حيث شارك في 17 مباراة خلال الموسم الحالي، نجح خلالها في تسجيل هدف وصناعة 4 تمريرات حاسمة، وهي أرقام تعكس قدراته الهجومية الفائقة وصلابته الدفاعية. هذا التألق لم يكن وليد الصدفة، بل هو استمرار لنمو موهبة لفتت انتباه كبار القارة العجوز، إذ كان قاب قوسين أو أدنى من الانتقال لنادي ميلان الإيطالي في الصيف الماضي، إلا أن تمسك ستراسبورج بخدماته حال دون إتمام الصفقة، في حين لا يزال نادي تشيلسي الإنجليزي يراقب الموقف عن كثب طمعًا في الظفر بخدماته.

وعلى الصعيد الدولي، دشن دوي مسيرته في المحفل الإفريقي بقوة، حيث شارك بصفة أساسية في مباراة كوت ديفوار الافتتاحية ضد موزمبيق، والتي انتهت بفوز “الأفيال” بهدف نظيف. أداء اللاعب في هذه المباراة عزز من قيمته السوقية، وأكد أن اختياره لتمثيل موطنه الأصلي لم يكن عاطفيًا فحسب، بل هو خطوة استراتيجية نحو زعامة القارة السمراء من الرواق الأيمن، واضعًا نفسه كأحد أهم المواهب الصاعدة في البطولة.

صراع القمة.. كبار أوروبا في سباق لضم دووي

تؤكد التقارير الفنية أن جيلا دوي يمتلك “بروفايل” الظهير العصري الذي تبحث عنه الأندية الكبرى؛ سرعة فائقة، دقة في العرضيات، ووعي تكتيكي عالٍ. رفض ستراسبورج لعرض ميلان لم يزد اللاعب إلا إصرارًا على إثبات جدارته، وهو ما يفسر الاهتمام المتزايد من تشيلسي، الذي يرى في دووي استثمارًا طويل الأمد. مشاركته الحالية في كأس الأمم الإفريقية تعد بمثابة “واجهة عرض” عالمية، حيث تتابع الكشافة الأوروبية كل تحركاته لتقييم مدى جاهزيته للعب في مستويات الضغط العالي.

جيلي دوي وشقيقه ديريزي دوي..  المصدر (Getty images)
جيلي دوي وشقيقه ديريزي دوي.. المصدر (Getty images)

وتمثل حالة جيلا وشقيقه ديزيري استمرارًا لمسلسل الأخوة الذين اختاروا قمصان منتخبات مختلفة، وهو مشهد بات مألوفًا في كرة القدم الحديثة. فبينما يمثل ديزيري طموحات الكرة الفرنسية مع باريس سان جيرمان، اختار جيلا أن يكون بطلًا في القارة السمراء، وهو قرار يعيد إلى الأذهان قصصًا مشابهة تركت بصمة في التاريخ الكروي.

جيلي دووي يسير على خطى شقيق ويليامز

وقد سبق أن رأينا نيكو ويليامز الذي اختار تمثيل إسبانيا وأصبح أحد ركائزها، بينما فضل شقيقه إيناكي ويليامز العودة للجذور وتمثيل منتخب غانا. هذا الانقسام الوطني لا يقلل من شأن الموهبة، بل يثري المنافسة ويمنح كل لاعب الفرصة لكتابة تاريخه الخاص في بيئة يشعر فيها بالانتماء الكامل، تمامًا كما يفعل جيلا الآن وسط أدغال إفريقيا.

إن جيلا دوي لا يلعب فقط من أجل الفوز باللقب الإفريقي، بل يلعب ليثبت للعالم أن الموهبة لا ترتبط بلون قميص واحد. ومع تزايد الضغوط من الأندية الكبرى واشتعال وتيرة المنافسة في البطولة القارية، يبدو أن الصيف القادم سيكون ساخنًا جدًا للاعب، الذي قد يغادر ستراسبورج ليصبح أغلى ظهير أيمن شاب في القارة، معززًا مكانة عائلته كواحدة من أنجح عائلات كرة القدم في الوقت الراهن.

محمد الشاعر

صحفي من مصر، بدأت العمل منذ 2020، وأهتم بكرة القدم العالمية، وتحديدًا الإسبانية، وأهتم بصناعة التقارير والقصص الصحفية، وإجراء حوارات مع نجوم الكرة العربية والعالمية.