الدوري الإيطاليالهلالأخبارالهلال
الأكثر تداولًا

ستوري جدلية.. سعود عبد الحميد تعمد السخرية من الهلال أم ابتسامة بريئة؟

يظل اسم سعود عبد الحميد يثير الجدل في عالم كرة القدم السعودية، إذ يتداخل في قصته عناصر من الصراع والجدل والابتسامة البريئة التي لا يفهمها سوى عشاق الملاعب والصور الاجتماعية، فبينما يواجه البعض من محبي الهلال صوره وتوقيته الذي يشعل المنافسة، يرى آخرون فيه رمزًا للتحدي والجرأة التي تميز اللاعب الذي تخطى خلافات وصراعات طويلة مع فريقه السابق، خاصةً نزاعه مع الهلال قبل انتقاله إلى روما، وكيف استغل جمهور الاتحاد هذه اللقطة كشماتة ضد الزعيم الآسيوي.

بدأ سعود عبد الحميد مسيرته الكروية مع نادي الاتحاد، حيث تدرّج في مختلف الفئات السنية حتى صعد للفريق الأول في صيف 2018، حقق في تلك الفترة شهرة واسعة بفضل أدائه المتوازن وروحه القتالية في الملعب، وفي يناير 2022، انتقل إلى نادي الهلال في صفقة أثارت جدلًا واسعًا، حيث شارك مع الفريق في 115 مباراة وساهم في تحقيق 6 بطولات رسمية، مما جعله من الركائز الأساسية في تشكيلة الزعيم.

لكن مع صيف عام 2024، بدأت تظهر خلافات ملحوظة بين سعود عبد الحميد وإدارة الهلال والجهاز الفني، إذ تمسّك اللاعب بالانتقال إلى أوروبا رغم رفض الإدارة وقتها، كانت تلك الفترة محورية في مسيرته، إذ انتهت علاقتُه مع الأزرق العاصمي بشكل لم يكن على الوجه المرغوب، مما مهد الطريق لانتقاله إلى نادي روما الإيطالي.

سعود عبد الحميد - روما - الدوري الإيطالي
سعود عبد الحميد – روما – المصدر: Gettyimages

في صيف 2024، حقق سعود عبد الحميد حلمه بالاحتراف في أوروبا، حيث انضم إلى ذئاب الكالتشيو بصفقة تقدر بـ2.5 مليون يورو، وبعقد يمتد حتى 30 يونيو 2028، لعب مدافع الصقور الخضراء مع الفريق الإيطالي في 6 مباريات رسمية حتى الآن، بمجموع 315 دقيقة، وسجّل هدفًا وصنع تمريرة حاسمة، ليصبح بذلك أول لاعب سعودي يسجل هدفًا في بطولة قارية أوروبية، هذه الخطوة لم تكن مجرد انتقال رياضي، بل كانت إعلانًا عن بداية فصل جديد في مسيرته، يحمل في طياته تحديات كبيرة وفرصًا لتأكيد جدارته على المستوى الدولي.

صورة سعود عبد الحميد تشعل الجدل بين جماهير الهلال والاتحاد

بعد تعثر الهلال في مواجهته أمام الرياض مساء يوم الجمعة ضمن الجولة العشرين من دوري روشن السعودي، حيث انتهت المباراة بالتعادل الإيجابي بهدف لمثله، استغل سعود عبد الحميد هذه اللحظة بطرق أثارت الجدل، فبعد المباراة مباشرةً عقب إحدى الحصص التدريبية مع فريق روما، قام بنشر صورة شخصية عبر حسابه الرسمي على “سناب شات”، تظهر فيه وهو يبتسم بسعادة أثناء التدريبات.

هذه الصورة لم تمر مرور الكرام؛ فقد قام جمهور الاتحاد، الذي لا يفوت أي فرصة لاستغلال مثل هذه اللقطات ضد الهلال، بتداول الصورة عبر وسائل التواصل الاجتماعي وربطها بسقوط الزعيم في المباراة، معتبرين أن توقيتها جاء “شماتة” على فريق اللاعب السابق، وقد أثارت هذه الصورة تعليقات متباينة بين المشجعين؛ حيث يرى البعض فيها مجرد ابتسامة بريئة تعبر عن فرحة اللاعب بنجاحه مع روما، بينما يعتبرها آخرون دعوة مفتوحة للسخرية من الهلال.

يرجع الصراع بين سعود عبد الحميد والهلال إلى الفترة التي سبقت انتقاله إلى روما، إذ لم يكن رحيله سهلًا، في صيف 2024، نشبت خلافات كبيرة بين اللاعب وإدارة الهلال والجهاز الفني بسبب تمسكه بالانتقال إلى أوروبا رغم محاولات الإدارة إبقائه ضمن صفوف الفريق، تلك الخلافات لم تكن مجرد خلافات تقنية، بل كانت مرتبطة برؤية مستقبلية مختلفة لللاعب؛ إذ كان يرى عبد الحميد أن الفرصة في أوروبا ستتيح له التطور والظهور على الساحة الدولية بشكل أكبر.

ستوري سعود عبد الحميد على سناب شات
ستوري سعود عبد الحميد على سناب شات

وقد تركت تلك الأحداث أثرًا بالغًا في ذاكرة جماهير الهلال، التي شعرت بخيبة أمل من الطريقة التي انتهت بها علاقة عبد الحميد مع النادي، وأصبحت تُعيد النظر في جدال الانتقالات والولاءات، واليوم، يتردد الحديث في الأوساط الرياضية بأن احتمال عودة عبد الحميد إلى الملاعب السعودية قد يكون عبر بوابة نادي الاتحاد، الفريق الذي نشأ فيه، وليس إلى الزعيم الهلالي.

شهدت منصات التواصل الاجتماعي موجة كبيرة من التعليقات والردود حول صورة عبد الحميد المنشورة بعد مباراة الهلال ضد الرياض، فبينما يعتبر بعض مشجعي روما ومنتسبي الاتحاد أن الصورة تعكس روح التفاؤل والنجاح، يرى آخرون أنها بمثابة شماتة على الهلال الذي يعاني من تذبذب نتائجه في دوري روشن السعودي.

الجماهير الاتحادية، التي لطالما كانت في صفوف المدح والهتاف لأبطالها، استغلت هذه اللقطة لتأكيد هويتهم الرياضية والثقافية، مؤكدة على أن الصورة تروي قصة لم تكتمل بعد، وأن المنافسة في دوري روشن ستشهد تحولات كبيرة مع استمرار تألق الاتحاد وتراجع نتائج الهلال، وهذا ما جعل موضوع الصورة محور نقاش واسع بين عشاق الكرة السعودية.

في نهاية المطاف، تعكس قصة عبد الحميد واقعًا معقدًا يجمع بين النجاحات الفردية والجدالات الجماهيرية، وبين الروح الرياضية والحوارات الشرسة في عالم الانتقالات والمنافسات، وبينما يستمر اللاعب في كتابة فصله الجديد في روما، يبقى للجماهير دور البطولة في تفسير ما يحدث على أرض الملعب وما خلف الكواليس، لتظل هذه القصة واحدة من أكثر القصص جدلية وإثارة في كرة القدم السعودية.

إحصائيات المحترفين العرب


عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.