365TOPأخبارتقارير ومقالات خاصةكأس العالم 2022كرة القدم الانجليزيةكرة قدم
الأكثر تداولًا

رحلة بطل في كأس العالم – إنجلترا

سلسلة رحلة بطل لـ كأس العالم، تأخذك برحلة عبر الزمن للتعرف على تاريخ المونديال، أحداث لم نعيشها، ومعلومات -ربما- لم تكن تعلم عنها شيء عن الحدث الأكبر في عالم كرة القدم والذي يقام كل أربعة أعوام.

مجرد المشاركة في المحفل العالمي الكبير كأس العالم، يعتبر شرف كبير، فماذا عن البطل؟ الذي خاض رحلة سنتعرف عليها معًا، عبر سلسلة من التقارير التي ستنشر عبر 365Scores، قبل انطلاق كأس العالم 2022 في نوفمبر المقبل.

في رحلتنا السابعة بين سجل أبطال كأس العالم الذين عانقوا الذهب، سنذهب نحو عاصمة الضباب للاقتراب أكثر فأكثر من النسخة الوحيدة التي توّج بها منتخب إنجلترا في مونديال 1966.

الطريق نحو اللقب الأول

من غير المعروف أن منتخب إنجلترا لم يوافق على المشاركة في بطولة كأس العالم منذ انطلاق النسخة الأولى منها في 1930، وذلك لأن الاتحاد الإنجليزي يرى أن إنجلترا هي مهد كرة القدم وأن الكرة الإنجليزية هي الأفضل على الإطلاق، لذا تجاهل الإنجليز أول ثلاث نسخ من البطولة العالمية حتى 1938.

لكن وبعد انتهاء الحرب العالمية الثانية أخيرًا، عادت الحياة في عالم كرة القدم مجددًا، هذه المرة تفاجئ الجميع بطلب منتخب إنجلترا في المشاركة في كأس العالم 1950للمرة الأولى في تاريخه.

رحب الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا” بهذه الخطوة من جانب منتخب إنجلترا ووافقوا على الفور على منح الأسود الثلاثة الموافقة على التواجد بين مقاعد الدول المتواجدة داخل “فيفا” لتشارك رسميًا في مونديالل 1950 الذي أقيم في البرازيل.

لكن منتخب إنجلترا فشل في أو 4 نسخ شارك فيها في بلوغ دور نصف النهائي، حيث كان إنجازه الأفضل التأهل إلى ربع النهائي في نسختين.

بينما غادر الإنجليز مونديال 1950 من الدور الأول (مرحلة المجموعات) بعدما لعب منتحب الأسود الثلاث 3 مباريات فاز في واحدة وخسر اثنين!

أما عن نسخة 1954 التي احتضنتها سويسرا، فقد وصل منتخب إنجلترا إلى دور ربع النهائي بعدما خسر من منتخب أوروجواي في هذا الدور بنتيجة 4-2.

فيما عاد منتخب إنجلترا لمواصلة تراجعه مرة أخرى في مونديال 1958 الذي أقيم في السويد، يودع البطولة من الدور الأول بعدما لعب 4 مباريات، خسر واحدة وتعادل في ثلاثة!

بينما عادل المنتخب الإنجليزي إنجازه السابق، بعدما تأهل إلى دور ربع النهائي في نسخة كأس العالم 1962، حيث ودع البطولة بعد هزيمته على يد منتخب البرازيل بنتيجة 3-1.

كأس العالم 1966 – لقب استثنائي خرج من رحم المعاناة

سلم الاتحاد الدولي لكرة القدم “فيفا”، الكأس الذهبية للاتحاد الإنجليزي قبل انطلاق بطولة كأس العالم 1966 بشهر تقريبًا، نظرًا لأنه البلد المضيف للبطولة في ذلك التوقيت.

الاتحاد الإنجليزي سار بمبدأ ” هذا الحدث لن يتكرر مرتين في العمر ” وقام بعرض الكأس الذهبية للجماهير العامة لزيارته داخل أحد قاعة منيستر المركزية، مع تأمينه جيدًا بوضع حراسة دورية في الصباح والمساء.

لكن وبعد أيام من الترقب، قررت إحدى العصابات اقتحام المبنى وقت تبديل الورديات من أجل سرقة الكأس الذهبية، وتمت الخطة كما هو المخطط بالضبط.

الأمر الذي وضع إنجلترا بالكامل في حرج عالمي بسبب سرقة الكأس قبل انطلاق كأس العالم 1966 في نسخة ستستضيفها للمرة الأولى على الإطلاق!!

في اليوم التالي لعملية سرقة الكأس الذهبية للمونديال، تفاجئ رئيس الاتحاد الإنجليزي بمكالمة هاتفية من السارق! يساومه على تسليم الكأس وأخذ فدية مالية ضخمة!

فوافق الأول على طلب الثاني وطالبه بإتمام عملية المساومة في ملعب “ستامفورد بريدج” معقل تشيلسي نظرًا لأن رئيس الاتحاد الإنجليزي وقتها كان نفسه رئيس نادي تشيلسي!

لكن ولأن رئيس الاتحاد الإنجليزي كان قد أتفق مع الشرطة، قامت قوات الشرطة بإلقاء القبض على السارق لحظة تواجده داخل الملعب، ولأن الأمور لم تسير على ما يرام، لم تجد قوات الشرطة الكأس الذهبية في حوزه السارق!

وبعد أيام من التحقيقات، لم تصل الشرطة إلى أية معلومات، فاضطر الاتحاد الإنجليزي بإصدار أوامره لتصميم كأس بديلة تحمل نفس مواصفات الكأس الأصلية لإنقاذ الدولة من الحرج العالمي.

لكن المفاجأة هو ما حدث فيما بعد، وتحديدًا حين خرج رجل إنجليزي بسيط للسير رفقة كلبه “بيكلز” في شوارع المدينة، ليتفاجئ هو الآخر بـ”بيكلز” وهو يجري خلف سيارة ومن ثم يتوجه إلى داخل إحدى الحدائق المجاورة.

طالع أيضًا : فزورة كأس العالم .. ما اسم الكلب الذي أنقذ الكأس بعد سرقته؟

وهناك وجد الرجل كلبه وهو يُداعب شيء ما صلب جدًا ملفوف بداخل ورق جرائد! وبعدما همّ بفتحه وجد بداخله كأس العالم الذي يبحث الجميع عنه داخل إنجلترا لقرابة أسبوعين!

ومن هنا، أصبح الكلب “بيكلز” بطلًا في أعين كافة الإنجليز، حتى أن الاتحاد الإنجليزي فكر في تكريمه بطرق عديدة.

مونديال 1966 – لقب وحيد تاريخي أفضل من لا شيء

أوقعت القرعة منتخب إنجلترا في المجموعة الأولى، رفقة منتخبات: ” أوروجواي – المكسيك – فرنسا “، ونجح الأسود الثلاثة في التأهل من الدور الأول إلى دور ربع النهائي بعد التعادل مع أوروجواي، والفوز على المكسيك وفرنسا بنفس النتيجة 2-0.

أما في ربع النهائي، فقد نجح منتخب إنجلترا في تخطي عقبة الأرجنتين ببراعة بعد الفوز عليهم بهدف نظيف، لصطدم الإنجليز بمنتخب البرتغال في نصف النهائي.

لكن منتخب إنجلترا كان لا يخشى أحد في تلك النسخة، فتخطى عقبة البرتغال بسهولة وبنتيجة 2-1، ليصل أخيرًا إلى المباراة النهائية للمرة الأولى في تاريخ البطولة.

في النهائي، تقابل منتخب إنجلترا بنظيره منتخب ألمانيا الغربية، لتنطلق مباراة نارية وماراثونية امتدت حتى الأشواط الإضافية.

جاءت ضربة البداية، عن طريق “هيلموت هالر” في الدقيقة 12 معلنًا التقدم لمنتخب ألمانيا بهدف نظيف، لكن “جيوف هورست” جاء رده سريعًا بعدما سجل التعادل لإنجلترا في الدقيقة 18.

ظل التعادل مسيطرًا على مجريات المباراة حتى أحرز “مارتن بيترس” الهدف الثاني للإنجليز في الدقيقة 78، ظن الجميع أن إنجلترا ستخطف الكأس الذهبية للمرة الأولى في تاريخها وبدأت الاحتفالات ترج أرجاء الملعب وعاصمة الضباب بالكامل.

قبل أن يأتي صاروخ غادر وضعه “فولفغانغ فيبر” ليعلن التعادل لمنتخب ألمانيا في الدقيقة 89 وقبل النهاية بقليل جدًا.

وبسبب هذا الهدف، هدأت الصيحات في مدرجات ويمبلي، ولجأ حكم المباراة إلى الأشواط الإضافية بسبب انتهاء الوقت الأصلي بالتعادل 2-2.

لكن في الدقيقة 101، عاد “جيوف هورست” لللمشهد مجددًا بهدف رائع وضع به منتخب بلاده في المقدمة من جديد، قبل أن يكشر عن أنيابه في الدقيقة الأخيرة من وقت المباراة 120، ليضع الهدف الرابع ليؤكد من خلاله على فوز إنجلترا للمرة الأولى بكأس العالم في نسخة 1966.

ومعه انطلقت الاحتفالات في كافة أرجاء المدينة، بداية من ويمبلي وحتى القصر الملكي الذي قرر إقامة احتفال بحضور اللاعبين والمدربين وكذلك الكلب “بيكلز”.

حتى أن هناك لقطة لن تغيب عن أذهان الإنجليزي، عندما خرج قائد منتخب إنجلترا “بوبي مور” وهو يحمل الكلب بيكلز من إحدى الشرف في القصر الملكي في لندن، ليُلقي التحية على الجماهير التي تجمعت أمام القصر للاحتفال معهم بلقب كأس العالم الأول.

منتخب إنجلترا والغياب الطويل

لكن الغريب في الأمر، أن منتخب إنجلترا منذ كأس العالم 1966، لم يصل إلى المباراة النهائية مطلقًا، حيث ودع مونديال 1970 من ربع النهائي، ولم يتأهل بالأساس إلى نسختي عام 1974 و1978.

وفي كأس العالم 1982، وصل إلى الدور الثاني قبل أن يغادر البطولة مجددًا، وهو نفسه سيناريو نسخة 1986 بعدما ودع البطولة من ربع النهائي.

لكن أفضل إنجاز للأسود الثلاثة على الإطلاق منذ الفوز بلقب 1966، كان في كأس العالم 1990، بعدما احتفظ بالمركز الرابع مع الكبار! لكنه عاد ليمارس هوايته المفضلة ولم يتأهل إلى كأس العالم 1994 بالأساس.

لكن في نسخة كأس العالم 1998، نجح في التأهل إلى دور الـ 16 لكنه لم يصمد وودع البطولة، وفي نسخة 2002، غادر من دور ربع النهائي.

أما عن نسخة كأس العالم 2010 فقد ودع البطولة من دور الـ 16، قبل أن يغادر من دور المجموعات في نسخة 2014، وأخيرًا في النسخة الأخيرة 2018 التي أقيمت في روسيا، حصد المركز الرابع.

سارة علي

صحفية من مصر، بدأت العمل الصحفي منذ 2012

4118 مقال

المقالات المتعلقة