بطولة الحراس.. أبرز 10 حراس متوقع تألقهم في كأس أمم أفريقيا 2025
أمم أفريقيا.. لا يوجد فريق بطل إلا وهو يملك حارس بطل، هذا الاقتباس لم يعد مجرد جملة تُقال في سياق الحديث عن كرة القدم، بل أصبح قاعدة راسخة كُتبت على جدران كل بطولة كبرى، فالتاريخ لا ينسى، وعندما تُفتح دفاتر الأبطال نجد بصمة الحارس أوضح من أي لاعب آخر، حارس المرمى هو آخر خط دفاع، وصاحب اللحظة التي تغيّر نتيجة المباراة إما بضربة يد أو قفزة ليحقق تصدٍ وينقذ مرماه، أو بفشل حين يخطئ الكرة وتهتز شباكه.
وفي السنوات الأخيرة، تحوّل حراس المرمى إلى صانعي الحدث الأول في كأس الأمم الأفريقية، خصوصاً في النسختين الماضيتين، النسخة الأخيرة حملت توقيع الأخطبوط رونوين ويليامز مع جنوب إفريقيا، أما نسخة 2021 فكانت شاهداً على ملحمة السنغالي إدوارد ميندي الذي قاد بلاده للقب التاريخي.
والآن تدخل القارة نسخة 2025، نسخة تُعتبر فرصة ذهبية لحراس أثبتوا هيمنتهم بالفعل كي يؤكدوا ولاء التاريخ لهم، وفي الوقت نفسه تُعد ساحة واسعة لمواهب جديدة تريد أن تقول “ها نحن هنا.. ونملك الحق في المنافسة على المجد.
ومع توزيع المنتخبات على المجموعات الست، تتجه الأنظار نحو حراس قادرين على صناعة الفارق وسط منافسة شرسة، بعضهم يملك سجلاً يلمع كالذهب، وبعضهم يدخل البطولة بلا تاريخ كبير، لكن ظروف مجموعته تمنحه فرصة لصناعة أول سطور المجد.

قائمة أبرز 10 حراس مرشحين للتألّق في كأس أمم أفريقيا
| المجموعة | الفريق الأول | الفريق الثاني | الفريق الثالث | الفريق الرابع |
|---|---|---|---|---|
| الأولى | المغرب | مالي | زامبيا | جزر القمر |
| الثانية | مصر | جنوب أفريقيا | أنجولا | زيمبابوي |
| الثالثة | نيجيريا | تونس | أوغندا | تنزانيا |
| الرابعة | السنغال | الكونغو الديمقراطية | بنين | بوتسوانا |
| الخامسة | الجزائر | بوركينا فاسو | غينيا الاستوائية | السودان |
| السادسة | ساحل العاج | الكاميرون | الجابون | موزمبيق |
رونوين ويليامز – جنوب إفريقيا (المجموعة الثانية)
لا يمكن بدء القائمة إلا من الحارس الذي خطف الأضواء من الجميع في النسخة الماضية، فرونوين ويليامز لم يكتفِ بالتألق المعتاد، بل أعاد صياغة معنى كلمة “تألق” في كأس الأمم 2023، فقد ظهر بثبات فريد وقوة ذهنية نادرة، جعلاه محور حديث القارة ومركز ثقل منتخب جنوب إفريقيا طوال البطولة، في مشاهد بدت وكأنها ميلاد جديد لأسطورة حقيقية في مركز حراسة المرمى.
ففي تلك النسخة، قدّم ويليامز حصيلة تاريخية غير مسبوقة، إذ تُوّج بجائزة أفضل لاعب داخل إفريقيا لعام 2024، وتم اختياره أفضل حارس مرمى في البطولة وثالث أفضل لاعب فيها، كما أصبح أول حارس في تاريخ كأس الأمم يتصدى لأربع ركلات ترجيح في نسخة واحدة.
وإلى جانب ذلك، رفع سجله إلى 17 ركلة جزاء متصدة خلال مسيرته مع الأندية والمنتخب، وحافظ على نظافة شباكه في أربع مباريات متتالية بين المجموعات والأدوار الإقصائية، وقاد بلاده لانتزاع المركز الثالث، ولم يقف الأمر عند حدود القارة، بل دوّن اسمه عالمياً بدخوله قائمة أفضل عشرة حراس في العالم في جائزة “ياشين”، محتلاً المركز التاسع كأول حارس يلعب داخل إفريقيا يحقق هذا الشرف.

هذه السيرة ليست مجرد أرقام، بل فصل جديد يكتبه ويليامز في كتاب الأساطير، ويجعل وجوده في مجموعة تضم مصر أحد أبرز عناصر الإثارة في نسخة 2025، فالمعركة بين الشناوي وويليامز تُعد من أكثر مواجهات الحراسة ترقباً، ومعه تبدو جنوب إفريقيا فريقاً لا يمكن التقليل من شأنه أبداً، لأن امتلاكهم حارساً بهذه الهيمنة يعني أنهم يدخلون البطولة بسلاح قادر على قلب موازين أي مباراة.
محمد الشناوي – مصر (المجموعة الثانية)
يمتلك محمد الشناوي رصيداً ضخماً من الخبرة في المباريات الكبرى، وهو ما يجعله دائماً ضمن الأسماء التي تحضر فور الحديث عن الثبات النفسي والقدرة على التحكم في إيقاع المباراة تحت الضغط، ورغم ما مرّ به من إصابات وتفاوت في المستوى خلال الفترات الماضية، فإن حضوره مع المنتخب لا يزال ثابتاً، إذ يمثل عنصر الأمان الأول في لحظات التوتر، ويملك القدرة على إعادة ترتيب دفاعه وامتصاص أخطر المواقف ببرودة أعصاب يعرفها جمهور الكرة جيداً.
وتمنح مجموعة مصر في كأس الأمم 2025، التي تضم جنوب إفريقيا وأنجولا وزيمبابوي، فرصة ذهبية للشناوي كي يستعيد بريقه القاري ويعود إلى دائرة الأضواء، فالمواجهة المباشرة أمام رونوين ويليامز، أحد أبرز حراس القارة في السنوات الأخيرة، ستكون اختباراً حقيقياً لخبرته ونضجه، وفرصة لإثبات أنه لا يزال منافساً على صدارة الحراس في إفريقيا.

كما أن طبيعة مباريات المجموعة، التي تجمع بين القوة البدنية والسرعة، تجعل دوره أكثر حساسية، إذ يحتاج المنتخب المصري لحارس قادر على قراءة اللعب وتوجيه الخط الخلفي وحسم التفاصيل الصغيرة.
ويعزّز أداء الشناوي مع المنتخب الوطني من حضوره في هذه النسخة، فقد خاض 12 مباراة دولية مؤخراً، منها خمس في تصفيات إفريقيا وسبع في تصفيات كأس العالم، لم يستقبل خلالها سوى ثلاثة أهداف فقط، بينما حافظ على نظافة شباكه في تسع مواجهات كاملة.
هذه الأرقام تمنح دليلاً واضحاً على صلابته وقدرته على الحفاظ على التركيز لفترات طويلة، وهي صفات تجعل مشاركته في بطولة 2025 فرصة مثالية لتأكيد مكانته بين أفضل حراس القارة.
| محمد الشناوي مع منتخب مصر 2025 | الرقم |
|---|---|
| عدد المباريات مع المنتخب | 12 مباراة |
| مباريات في تصفيات أمم إفريقيا | 5 مباريات |
| مباريات في تصفيات كأس العالم | 7 مباريات |
| الأهداف التي استقبلها | 3 أهداف فقط |
| عدد الشباك النظيفة | 9 مباريات |
ياسين بونو – المغرب (المجموعة الأولى)
يدخل ياسين بونو بطولة كأس الأمم 2025 وهو أحد أبرز الحراس في العالم، لا على مستوى القارة الإفريقية فحسب، بل على مستوى كرة القدم الدولية بأكملها، فمنذ تألقه اللافت في كأس العالم 2022 وقيادته للمنتخب المغربي نحو إنجاز تاريخي، رسّخ بونو مكانته كواحد من أكثر الحراس ثباتاً وتأثيراً في السنوات الأخيرة.
كما جعلته تجاربه الناجحة في الدوريات الأوروبية لاعباً يُنظر إليه كقيمة مضافة حقيقية لأي بطولة يشارك فيها، ليصبح وجوده في كأس إفريقيا حدثاً كبيراً في حد ذاته، وتأتي مشاركة المغرب ضمن مجموعة متوازنة تمنح بونو فرصة للانطلاق بثقة، ما يمهّد الطريق أمامه ليكون أحد أبرز المرشحين لجائزة أفضل حارس في حال وصول “أسود الأطلس” إلى الأدوار المتقدمة كالعادة.
ويواصل بونو تقديم عروض مميزة مع المنتخب المغربي في الفترة الأخيرة، حيث يعكس أداءه ثباتاً كبيراً وقدرة استثنائية على التحكم في إيقاع المباراة من موقعه بين الخشبات الثلاث، يعتمد المنتخب على هدوئه وتوقيته المثالي في التدخلات، وهو ما ظهر جلياً في محافظته على مرماه في أغلب المباريات التي خاضها مؤخراً، إلى جانب نسبة التصديات المرتفعة التي تحقق توازناً دفاعياً يمنح الفريق راحة في البناء من الخلف، هذا الاتزان الذهني، الممزوج بخبرة الاحتراف الأوروبي، يجعل بونو نقطة قوة واضحة في منظومة المنتخب، خاصة في بطولة يُتوقع أن تكون صعبة على كل المنتخبات الكبرى.

وتكشف إحصائيات بونو في آخر عشر مباريات مع المنتخب عن حجم التأثير الذي يمارسه داخل المرمى؛ فقد استقبل ثلاثة أهداف فقط، وتمكن من الخروج بشباك نظيفة في سبع مباريات كاملة، وهو رقم يعكس صلابة ما يقدمه من أداء، كما سجّل 19 تصدياً بمعدل يقارب 1.9 تصدٍ في المباراة، وبلغت نسبة نجاح تدخلاته 86%، فيما جاء معدّل تقييمه عند 7.09 من 10، وهو رقم مرتفع بالنسبة لحارس يُختبر عادةً في أهم اللحظات.
هذه الأرقام، إلى جانب ما يملكه من خبرة ورصانة، تؤكد أن بونو يدخل نسخة 2025 ليس فقط كركيزة أساسية للمغرب، بل كأحد أبرز الحراس المرشحين لصناعة الفارق في البطولة بأكملها.
| البند | الإحصائية |
|---|---|
| الأهداف المستقبلة | 3 أهداف |
| المباريات بشباك نظيفة | 7 مباريات |
| عدد التصديات | 19 تصدياً |
| معدل التصديات في المباراة | 1.9 تصدٍ لكل مباراة |
| نسبة نجاح التصديات | 86٪ |
| معدل التقييم | 7.09 من 10 |
إدوارد ميندي – السنغال (المجموعة الرابعة)
إدوارد ميندي ليس مجرد اسم في عالم كرة القدم، بل يُعد أسطورة حديثة في إفريقيا، ومن أبرز الحراس الذين تركوا بصمة لا تُمحى في تاريخ القارة، يُعرف ميندي بصلابته الذهنية وقدرته على التحكم في إيقاع المباريات الصعبة، ما جعله عنصراً محورياً في نجاحات منتخب السنغال وفريقه تشيلسي سابقًا على حد سواء. كل مباراة يخوضها تضيف إلى رصيده من الخبرة وتؤكد مكانته كأحد أفضل الحراس في العالم.
تتجلى إنجازات ميندي في قائمة حافلة بالألقاب والجوائز، إذ حصل على جائزة أفضل حارس في العالم عام 2022 من قبل “ذا بيست”، وحقق لقب أفضل حارس في دوري أبطال أوروبا موسم 2020–2021، على المستوى القاري، كان لحظة تألقه أمام مصر في نهائي كأس الأمم الإفريقية 2021 محوراً حاسماً، حيث قاد السنغال للفوز بالبطولة للمرة الأولى في تاريخها، مقدماً أداءً استثنائياً في ركلات الترجيح والأوقات العادية على حد سواء.

ويبدو أن نسخة 2025 تمنحه فرصة ذهبية لتأكيد هيمنته مرة أخرى، إذ تقع السنغال ضمن واحدة من أسهل المجموعات نسبياً في البطولة، مما يتيح له إنهاء دور المجموعات بأداء مريح وموفّر للطاقة قبل الانطلاق في الأدوار الإقصائية، ومع هذا المسار، من المتوقع أن يقدم ميندي نسخة جديدة من تألقه المعتاد، مستفيداً من خبرته وقدرته على قراءة اللعب وتحقيق الانتصارات في اللحظات الحاسمة، كما فعل دائماً في البطولات الكبرى.
ستانلي نوابيلي – نيجيريا (المجموعة الثالثة)
ربما لا يملك ستانلي نوابيلي التاريخ الأكبر بين حراس القارة، لكنه يدخل كأس الأمم 2025 في ظرف يمنحه فرصة حقيقية للظهور بقوة، فنيجيريا تعتمد في هذه النسخة على حارس يسعى لإثبات نفسه، ومع ذلك تبدو الظروف مهيأة تماماً أمامه، خصوصاً أن مجموعة “النسور الخضر” تضم أوغندا وتنزانيا، وهما منتخبان لا يُعرفان بقدرات هجومية ثقيلة أو ضغط مستمر على منطقة الجزاء.
هذا يعني أن الحارس قد يجد مساحة مهمة للبداية بثبات وتحقيق أكثر من مباراة بشباك نظيفة، وهي نقطة ثمينة لأي حارس يدخل بطولة كبرى ويريد بناء ثقة مبكرة، كما أن أسلوب لعب نيجيريا يمنح ينيي دعماً إضافياً، إذ يعتمد النسور على التفوق البدني والضغط العالي والهجمات السريعة، ما يقلل من حجم الاختبارات الصعبة في مراحل طويلة من المباريات.

هذا النوع من السيناريوهات يتيح للحارس أن يركز أكثر على التمركز والتمريرات الخلفية، وأن يدخل البطولة دون التعرض المبكر لاختبارات معقدة، وهو العامل الذي قد ينعكس إيجاباً على مستوى استقراره الذهني، ومع امتلاك نيجيريا خط دفاع قادر على فرض الالتحامات وإغلاق المساحات، يجد نوابيلي أرضية مناسبة لترك بصمته الأولى في المسابقة.
أيمن دحمان – تونس (المجموعة الثالثة)
يُعرف أيمن دحمان بحضوره الهادئ والقوي داخل منطقة الجزاء، وبتعامله الحاسم مع الكرات المباشرة، وهو ما جعله يقدم مستويات ثابتة خلال العامين الأخيرين مع المنتخب التونسي، يتميز دحمان بالتركيز العالي وردود الفعل السريعة، ما يمنحه القدرة على حسم المواقف الحرجة والحفاظ على توازن دفاع الفريق، وهو عنصر أساسي لأي منتخب يسعى للمنافسة على ألقاب كبرى.
ويكتسب دوره أهمية مضاعفة في بطولة كأس الأمم 2025، حيث تضم مجموعة تونس منافساً قوياً مثل نيجيريا، ما يجعل حراسة المرمى محورياً في استراتيجية المنتخب الدفاعية، تونس تعتمد على الانضباط والصلابة الدفاعية كأساس، ودحمان هو العمود الذي يرتكز عليه الفريق للحفاظ على التنظيم ومنع الأهداف المبكرة، وهو ما يعزز فرص المنتخب في الوصول إلى الأدوار المتقدمة.

إذا نجحت تونس في تقديم أداء متوازن وقوي، سيكون أيمن دحمان أحد أبرز أسباب ذلك بلا جدال، فعلاقته بالفريق وخبرته وقدرته على قراءة اللعب تجعل منه لاعباً حاسماً ليس فقط في التصديات الفردية، بل في بث الثقة في خطوط الدفاع والمساهمة في استقرار الأداء العام للمنتخب خلال اللحظات المصيرية في البطولة.
تيموثي فايولو – الكونغو الديمقراطية (المجموعة الرابعة)
تيموثي فايولو، حارس منتخب الكونغو الديمقراطية، قد لا يمتلك التاريخ الكبير مثل ميندي أو الشهرة الواسعة مثل بونو، لكنه يملك إمكانات كبيرة تؤهله لصناعة الفارق في كأس الأمم 2025، تضم مجموعة الكونغو الديمقراطية بنين وبوتسوانا، وهما منتخبان لا يملكان الهجوم الأكثر قوة في البطولة، ما يمنح فايولو فرصة مثالية للظهور بمستوى ثابت وبناء الثقة مع بداية المنافسة.
ويتميز فايولو بسرعة رد الفعل ودقة التمركز، وهي صفات أساسية لأي حارس يطمح للتميز في البطولات الكبرى، حيث يمكنه تحويل المواقف الصعبة إلى تصديات حاسمة، ويجعل الدفاع خلفه أكثر ثقة، الأداء المبكر القوي في دور المجموعات سيكون مفتاحاً لإثبات نفسه أمام المتابعين والجماهير، ويضعه في دائرة الاهتمام كأحد الحراس الذين يمكن أن يصنعوا الفرق.
أليكسيس قندوز – الجزائر (المجموعة الخامسة)
حارس الجزائر قندوز قد لا يحمل تاريخ النجاحات الكبيرة مثل بعض زملائه في القارة، لكنه يمتلك الإمكانات والموهبة التي تجعل منه لاعباً محورياً في مرحلة التجديد التي يمر بها المنتخب الجزائري، تقع الجزائر في مجموعة تسمح لها بفرض أسلوب هجومي، ما يقلل الضغط على الحارس ويمنحه فرصة للتركيز على التمركز والقراءة السريعة للهجمات المعاكسة، دون التعرض المستمر لضغوط خطيرة داخل منطقة الجزاء.

ويعتمد الفريق على دفاع منظم واستقرار تكتيكي واضح، ما يخلق بيئة مناسبة لقندوز للظهور بمستوى ثابت ومؤثر، هذه الظروف تساعده على تطوير ثقته بنفسه وبناء حضور قوي في البطولة، خصوصاً أنه حارس يعتمد عليه المنتخب في حماية الشباك أثناء تنفيذ الخطط الهجومية، هذه الفرصة تمنحه منصة لإثبات نفسه كواحد من أبرز المواهب الواعدة في مركز حراسة المرمى بالقارة.
يحيى فوفانا / لافوت – ساحل العاج (المجموعة السادسة)
منتخب ساحل العاج أو منتخب كوت ديفوار يملك حظوظاً كبيرة في مركز حراسة المرمى بفضل وجود أكثر من خيار جاهز، أبرزهم يايا فوفانا ولافوت، وكلاهما قادر على تقديم أداء ممتاز يوازي مستوى المنتخبات المنافسة.
ومع ذلك، سيكون الضغط الأكبر على الحارس الأساسي فوفانا أو “حامل اللقب”، الذي سيقود الدفاع وسط مجموعة صعبة تضم الكاميرون والجابون، ما يتطلب التركيز العالي والانضباط الذهني لمواجهة هجمات قوية ومتنوعة.
تتميز مباريات المجموعة بالصعوبة والتنوع التكتيكي، ما يجعل دور الحارس محورياً في التحكم بإيقاع المباريات، ويمنحه فرصة لتأكيد جدارته أمام خصوم يمتلكون قدرات هجومية عالية، الأداء المبكر في دور المجموعات سيكون مفتاحاً لبناء الثقة واستعداداً للمراحل التالية.
سيمون أموسولا – الكاميرون (المجموعة السادسة)
بعد الجدل الكبير حول عدم استدعاء أونانا للمنتخب، أصبح الأمل معقوداً على الحارس أموسولا لتعويض غياب الحارس الأساسي لمنتخب أسود الكاميرون، والذي يمتلك تاريخاً كبيراً في دوري أبطال أوروبا. سيمون، رغم أنه قد لا يملك نفس الشهرة، يُعرف بقدرته على التعامل مع المواقف الصعبة وتصديه للكرات الخطرة، ما يجعله الخيار الأنسب لمواجهة تحديات البطولة.
وتقع الكاميرون في مجموعة نارية تضم ساحل العاج والجابون، ما يضع أمسولا تحت ضغط شديد منذ اللحظة الأولى، حيث سيواجه هجمات قوية ومتنوعة تتطلب تركيزاً عالياً وسرعة في رد الفعل، هذه الظروف الصعبة، رغم صعوبتها، تمنحه فرصة لإظهار قدراته الكاملة وإثبات أنه قادر على سد الفراغ الذي تركه أونانا.

ومن المتوقع أن يكون أداء أموسولا محورياً في تحديد مسار منتخب الكاميرون في البطولة، إذ سيعتمد الفريق على تصديه الحاسم وتوجيهه للدفاع في اللحظات الحرجة، هذا الضغط الكبير قد يدفعه لتقديم أبرز مستوياته، ويمنحه فرصة لصناعة اسمه بين الحراس المؤثرين في نسخة 2025 من كأس الأمم الإفريقية.
بطولة قد تحدد ملامح الجيل القادم من حراس إفريقيا
كأس الأمم الإفريقية 2025 لا تبدو بطولة عادية على الإطلاق، فكل المؤشرات تؤكد أن الحراس سيكونون مجدداً “صنّاع الحدث”، كما فعل رونوين ويليامز مع جنوب إفريقيا وميندي مع السنغال في النسخ السابقة، هذه النسخة تجمع بين خبرة حراس كبار يسعون لتثبيت أسمائهم في تاريخ القارة، وبين مواهب جديدة ترغب في إعلان ميلادها أمام ملايين المشاهدين، ما يجعل المنافسة على المرمى إحدى أبرز قصص البطولة المنتظرة.
مع مجموعات نارية وصراعات تكتيكية معقدة، ستكون البطولة منصة لإظهار القوة الذهنية والمهارات الفردية للحراس، حيث يمكن للتصديات الحاسمة أن تغيّر مجرى المباريات وتحدد مصير الفرق، تجربة النسخ السابقة أثبتت أن الحارس القوي قادر على قلب المعادلات، ونسخة 2025 لن تكون استثناءً، بل قد تشهد صعود أسماء جديدة وظهور أبطال لم تُسجل أسماؤهم في التاريخ بعد.
وبين التحديات والفرص، قد تكون هذه النسخة شاهداً على ولادة بطل جديد في مركز حراسة المرمى، مؤكدين مرة أخرى المقولة التي افتتحنا بها الحديث: لا يوجد فريق بطل إلا وهو يملك حارس بطل، فالحراس هم قلب الدفاع وروح الفريق، وصناع الفارق الحقيقي في اللحظات المصيرية.