أمم إفريقيا 2025الجزائرأخبارالجزائر

الرد من الملعب.. نجوم استعادوا بريقهم في أمم إفريقيا 2025

نادر شبانة29/12/2025 - 04:31 م
رياض محرز - محمد صلاخ - كأس أمم إفريقيا 2025
رياض محرز - محمد صلاخ - كأس أمم إفريقيا 2025

دائمًا ما كانت البطولات الكبرى فرصة للظهور، وربما العودة للاعبين يواجهون صعوبة مع أنديتهم، وهذا ما حدث تحديدًا في كأس أمم إفريقيا 2025 خلال أول جولتين.

كأس أمم إفريقيا 2025 لم تكن مسرحًا لاكتشاف وجوه جديدة فقط، لكنها أيضًا كانت فرصة نادرة لنجوم كانوا بحاجة لذلك المسرح لعرض سحرهم.

انتهت الجولة الثانية، والتي شهدت تألق الكبار، هؤلاء الذين واجهوا معاناة خلال الفترة الماضية، وكانت كأس الأمم الإفريقية فرصة من أجل العودة مرة أخرى.

محمد صلاح القائد

لم يدخل محمد صلاح كأس أمم إفريقيا 2025 باعتباره مجرد نجم معتاد على الأضواء، بل لاعب يحمل على كتفيه آمال الشعب المصري، وكذلك فرصة للرد من الملعب.

سنوات طويلة ظلّ فيها اسم صلاح مرتبطًا بالإنجازات الفردية في أوروبا، بينما بقي الحلم القاري مع المنتخب عصيًا، ولكن في هذه النسخة، بدا أكثر نضجًا وتأثيرًا.

قبل البطولة، عانى محمد صلاح مع ليفربول، بسبب مشاكل مع إدارة النادي وإعلام الريدز بقيادة جيمي كاراجر، ولكن فوق كل ذلك، كان خلافه مع أرني سلوت، المدير الفني، الذي استبعده من المباريات.

تراجع مستوى صلاح مع ليفربول، وكان بحاجة لدفعة مع المنتخب المصري، وربما تكون الدفعة أكبر عندما يحقق الفرعون لقب كأس أمم إفريقيا الذي يقاتل من أجله.

محمد صلاح - آرني سلوت - (المصدر:Gettyimages)
محمد صلاح – آرني سلوت – (المصدر:Gettyimages)

قيمة محمد صلاح في المنتخب المصري لم تكن فنية فحسب، بل ذهنية أيضًا، لاعب يعرف متى يسرّع الإيقاع ومتى يهدئه، ومتى يتحمل المسؤولية كاملة، وهو ما حدث منذ اليوم الأول في معسكر الفراعنة.

أدى ذلك لتألقه في أول مباراتين، فقد سجل هدف الفوز ضد زيمبابوي في الوقت القاتل بعد التأخر 1-0، ووضع الكرة في شباك أوريبي بطريقة رائعة.

في المباراة الثانية، حصل على ركلة جزاء بذكاء شديد من أمام موداو، مدافع جنوب إفريقيا، وتمكن من وضعها على طريقة “بانينكا” في شباك رونين ويليامز.

هدف محمد صلاح بهذه الطريقة يدل على صفاء ذهن المصري، والتركيز الشديد، والثقة الكبيرة التي يتمتع بها داخل معسكر الفراعنة في المغرب.

رياض محرز للرد

رياض محرز دخل البطولة وسط تساؤلات كثيرة عن جاهزيته ودوره الحقيقي بعد تغير محيطه الكروي في السنوات الأخيرة. لكن كأس أمم إفريقيا كانت المساحة المثالية لمحرز، الذي جلب المجد في 2019.

ظهر محرز بشكل مثالي في أول مباراتين، وسجل هدفين في السودان خلال الفوز 3-0، ثم تمكن من التألق ضد بوركينا فاسو وسجل من ركلة جزاء.

رياض محرز – المصدر: (Gettyimages)

أصبح محرز أكثر لاعب جزائري مشاركة في الكان ليعادل رابح ماجر، وسجل هدفه التاسع في بطولة أمم إفريقيا، ليواصل كتابة التاريخ ويطلق العنان لقدمه في نثر السحر بالقارة السمراء.

رد رياض محرز من خلال الأداء الذي قدمه في أمم إفريقيا حتى الآن على كل الشكوك التي كانت تحوم حوله قبل أمم إفريقيا 2025، وأكد بأنه لا يزال قادرًا على العطاء مع ثعالب الصحراء.

لاعب أهلي جدة، مع بيتكوفيتش، يُعتبر لاعبًا حرًا، يحصل على الصلاحيات في الخط الهجومي بمختلف المراكز، وليس فقط كجناح أيمن، وهو ما ظهر في الهدف الأول ضد السودان بالجولة الأولى.

أديمولا لوكمان.. لإعادة إحياء مسيرته

لوكمان ربما كان من أكثر الأسماء التي جسدت معنى “إعادة الاكتشاف” في البطولة. لاعب عاش أشهرًا من التذبذب بين الوعود الكبيرة والواقع الصعب، قبل أن يجد في منتخب نيجيريا البيئة التي تسمح له بالتحرر.

في الصيف الماضي، كان أديمولا لوكمان قريبًا من الرحيل عن أتالانتا، ولكن فشلت صفقة انضمامه إلى إنتر ميلان بسبب 5 ملايين يورو، رفض نادي بيرجامو تخفيضها للسماح له بالرحيل.

بعد موسم ماضٍ متراجع بسبب مشاكل مع جاسبريني، رحل المدرب الإيطالي وجاء خلفًا له يوريتش ثم بالادينو، ولكن لوكمان ظل حبيس مقاعد البدلاء في البداية.

أديمولا لوكمان
أديمولا لوكمان (المصدر:Gettyimage)

بدأ لوكمان التحرر قبل البطولة، ولكنه في أمم إفريقيا أثبت، بما لا يدع مجالًا للشك، بأنه يستطيع أن يصنع الفارق حتى في أصعب الظروف.

في كان 2025، بدا لوكمان لاعبًا مختلفًا؛ أسرع في اتخاذ القرار، أكثر ثقة في المواجهات الفردية، وأوضح في أدواره التكتيكية، على عكس ما كان في أتالانتا خلال الفترة الماضية بسبب عدم المشاركة.

في مواجهة تونس، أبدع لوكمان وسجل هدفًا وصنع هدفين، والعديد من الفرص على مرمى نسور قرطاج كانت من خلال نجم نيجيريا، وأفضل لاعب في إفريقيا 2024.

حنبعل المجبري

حنبعل المجبري، حتى الآن، يقدم أداءً مثاليًا مع المنتخب التونسي في البطولة، يثبت نفسه كأحد قادة نسور قرطاج دون شارة، تحت قيادة المدرب سامي الطرابلسي.

ظهر حنبعل في البطولة بصورة لاعب يقاتل من أجل إثبات نفسه قبل أي شيء آخر. طاقته كانت واضحة في كل مباراة، لكن المختلف هذه المرة أنه عرف كيف يوجهها بالشكل الصحيح.

المجبري لم ينجح مع مانشستر يونايتد، وخلال مواسمه مع إشبيلية أو بيرمنجهام لم يثبت نفسه بالشكل الكافي، قبل أن ينضم إلى بيرنلي ويساهم في صعودهم الموسم الماضي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز.

حنبعل المجبري - (المصدر: Getty images)
حنبعل المجبري – (المصدر: Getty images)

مع المنتخب التونسي، يظهر المجبري مستوى رائعًا، من خلال الربط بين الخطوط، والحيوية في وسط الملعب، مع حسن التصرف في جميع الكرات التي تصله.

ضد أوغندا، تعملق المجبري، وفي مواجهة نيجيريا تحرر بعد خروج محمد علي بن رمضان، وتمكن من صنع الفارق، وأغلب الفرص التي حصل عليها نسور قرطاج كانت من خلال حنبعل.

في الكان، لم يعد حنبعل اللاعب المندفع الذي يكثر من الأخطاء، بل عنصر وسط ملعب يجمع بين الحماس والانضباط. تحركاته بين الخطوط، وقدرته على الضغط واستعادة الكرة، ثم التحول السريع للهجوم، جعلته أحد مفاتيح لعب المنتخب التونسي.

إبراهيم دياز.. مغربي الأصل

عانى إبراهيم دياز هذا الموسم مع المدرب تشابي ألونسو، ولم يتمكن من الحصول على دقائق كافية، سواء بسبب مشاركة ماستانتونو في البداية بمركز الجناح الأيمن.

ومع مرور الوقت وعودة جود بيلينجهام، أصبحت مشاركة دياز أقل، مع جلوسه على مقاعد البدلاء في العديد من المباريات، وسط تقارير حول مشاركته في الانقلاب على المدرب الإسباني.

المغرب ضد زامبيا
إبراهيم دياز – أليو ديانج (تصوير عمر الناصري)

اللاعب الذي اختار تمثيل منتخب المغرب بدلًا من إسبانيا، ظهر وكأنه استطاع أن يتنفس في الرباط، منذ الدقيقة الأولى وهو يقدم مستوى رائعًا تحت قيادة الركراكي.

وبالتالي لم تكن كأس الأمم مجرد مشاركة أولى لدياز، بل اختبارًا حقيقيًا لشخصيته، فهو يدرك أنه يمتلك مهارات واضحة، لكنه احتاج إلى بطولة مثل هذه ليجد الرابط.

قدم دياز نفسه كلاعب قادر على صناعة الحلول في المساحات الضيقة، واللعب تحت الضغط دون أن يفقد هدوءه. تحركاته بين الخطوط أضافت بُعدًا جديدًا لهجوم المغرب، وفي ظل المعاناة كان هو الحاسم.

ظهر دياز وكأنه نشأ في المغرب، وكان أبرز لاعبي المنتخب المغربي في أول مباراتين، ضد جزر القمر وكذلك مالي، ورغم عدم إقناع منتخب الركراكي، فإن إبراهيم يواصل التوهج بتسجيله هدفين.

أماد ديالو.. لنسيان خيبات يونايتد

أماد ديالو كان نموذجًا للاعب الذي انتظر فرصته طويلًا، وحين جاءت تمسك بها بكل ما يملك، وهو ما ظهر في كأس أمم إفريقيا 2025.

ظهر ديالو بثقة لاعب كبير، رغم أنها البطولة الأولى للاعب مانشستر يونايتد، لكنه سجل هدفين في أول مباراتين ضد موزمبيق ثم الكاميرون.

ديالو يحاول نسيان خيبات مانشستر يونايتد، خاصة وأن موسمه الحالي لم يكن مثل السابق تحت قيادة أموريم، فقد كان النقطة المضيئة في موسم 2024-2025، لكن هذا الموسم لم يحصل على الكثير من الدقائق.

في كوت ديفوار، يتوهج ديالو، خاصة وأنه بدا لاعبًا ناضجًا مع مرور الوقت، ليصبح واحدًا من أهم نجوم البطولة هذا الموسم.

علامات
نادر شبانة29/12/2025 - 04:31 م

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة