برشلونة ضد إسبانيول – جرح تامودو الذي لم يلتئم وثأر لا يسقط بالتقادم

التاريخ لا يُنسى، والثأر يستمر، والضريبة لن تُدفع مرة واحدة فقط.. هكذا يمكن وصف مواجهة برشلونة ضد إسبانيول في الدوري الإسباني مساء اليوم.
ديربي كتالونيا ربما لا يكون بالشراسة المعتادة في مباريات الديربي، باعتبار برشلونة الفريق الأكبر من حيث التاريخ والبطولات والعراقة، ولكن عندما يتعلق الأمر بالحسم، فهناك ذكرى تاريخية.
يحتاج برشلونة للفوز على إسبانيول لحسم لقب الليجا بشكل رسمي في ملعب “كورنيّا إل برات”، مثلما فعل ذلك في موسم 2022-2023 وساهم في هبوط شقيقه الكتالوني الأصغر.
كانت العودة بعد غياب 3 مواسم عن التتويج 🤩
— 365Scores Arabic (@365scoresarabic) May 14, 2025
في مثل هذا اليوم في 2023 عاد برشلونة كبطل لليجا بعد الفوز ضد إسبانيول 🏆🥳
وللصدفة الأمر قد يتكرر الليلة إذا تعثر ريال مدريد والبارسا سيواجه إسبانيول أيضًا غدًا 😁#برشلونة #الليجا #ريال_مدريد #365ScoresArabic pic.twitter.com/kpIXX5N5Lx
جماهير إسبانيول لا يمكن أن تنسى احتفال نجوم برشلونة في ملعبهم بعد التتويج باللقب مع تشافي هيرنانديز، في ليلة دقَّ من خلالها لاعبو النادي الكتالوني مسمارًا جديدًا في نعش أصحاب الملعب حينها بالدرجة الأولى.
هبط إسبانيول في ذلك الموسم، وعاد من جديد، ولكن هذه المرة بعيد قليلًا عن مناطق الهبوط، لكنه ليس في مأمن بالوقت ذاته.
وعندما يتعلق الأمر بالحسم، لا يمكن أن ننسى ما حدث في 2007، وذكرى هدف تامودو التاريخي.
القائد تامودو.. عندما نقل اللقب من كتالونيا إلى مدريد
Ídolo o leyenda, ¡llámalo cómo quieras, llámalo Raúl Tamudo! 🔝
— LALIGA (@LaLiga) October 19, 2017
🎂 ¡Felices 4️⃣0️⃣! 🎂
💙 @RCDEspanyol 💙 pic.twitter.com/SLHx5Ps9Vq
في موسم 2006-2007، دخل برشلونة مواجهة إسبانيول على ملعب “كامب نو”، وكان يحتاج للانتصار قبل الجولة الأخيرة، من أجل حصد لقب الدوري الإسباني.
بدأت المباراة وبرشلونة في الصدارة، رغم تقدم راؤول تامودو في الدقيقة 29، وعادل ليونيل ميسي النتيجة في الدقيقة 43 بهدف غير شرعي، بعدما لحق الكرة بيده قبل أن تصل للحارس الكاميروني كارلوس إدريس كاميني.
لمسة ميسي باليد جعلت الجميع في ذلك الوقت يُعيد تشبيه الظاهرة الأرجنتينية الجديدة بدييجو أرماندو مارادونا، خاصة أن الهدف جاء بعد أشهر قليلة من هدفه الشهير “أنكرا ميسي” في بطولة كأس ملك إسبانيا أمام خيتافي.
لمسة اليد التي اعترض عليها فريق إسبانيول، أعقبتها لمسة سحرية بالقدم اليمنى من ميسي، ليسجل الهدف الثاني في الدقيقة 57 مع بداية الشوط الثاني.
ظل برشلونة يحاول الحفاظ على النتيجة، ويدفع فرانك ريكارد بالإيطالي تياجو موتا بدلًا من جوديونسن لتأمين الدفاع، ولكن تأتي الرياح بما لا تشتهي السفن الكتالونية، خاصة الحمراء.
بهدوء يُحسد عليه، تمكن راؤول تامودو من تسجيل هدفه الثاني، القاتل في مرمى برشلونة عند الدقيقة 90، ليعمّ الصمت على أرجاء ملعب “كامب نو”، ويذهب الجميع ليتأكد ماذا يحدث في ملعب “لا روماليدا” معقل ريال سرقسطة.
ريال مدريد كان متأخرًا بالنتيجة ضد سرقسطة بهدف دييجو ميليتو، ثم تعادل فان نيستلروي، ليعود الأرجنتيني ويسجل الثاني في الدقيقة 64.
في الدقيقة 89، سجل رود فان نيستلروي الهدف الثاني، وربما كان الاعتقاد بأنها نقطة تعثر، لكن الخبر اليقين جاء من “كامب نو” بركلة تامودو القاتلة.
دخل كل فريق المباراة الختامية للموسم بـ73 نقطة، برشلونة يكتسح خيمناستيك بخماسية في ملعب “كوستا دواردا”، ويأتي الخبر بانتهاء الشوط الأول بتقدم ريال مايوركا في “سانتياجو بيرنابيو”.
يخرج فان نيستلروي مصابًا ويترك مكانه لهيجواين، ثم بين الشوطين يغادر إيمرسون ويدخل جوتي، وبعد ربع ساعة يخرج بيكهام مصابًا أيضًا، ولكنها كانت الضارة النافعة.
دخل خوسيه أنطونيو رييس مكان بيكهام في الدقيقة 66، ودقيقة واحدة فقط كانت كافية ليسجل هدف التعادل في الدقيقة 68.
وقبل 10 دقائق من النهاية، وسط توتر كبير في “سانتياجو بيرنابيو”، يصنع البديل الآخر هيجواين هدف التقدم لمامادو ديارا، ثم يعود الراحل رييس ويسجل هدف الليجا في الدقيقة 83.
una remontada inolvidable… 💜
— LALIGA (@LaLiga) June 17, 2024
🔙 en 2007, ¡el @realmadrid ganaba su 30º título de #LALIGAEASPORTS gracias a un doblete de José Antonio Reyes en el Bernabéu! 🏆 pic.twitter.com/AzokwLkqTg
انتهى كل شيء بإثارة كبيرة وجنون في الجولة الأخيرة، ولكن لولا هدف راؤول تامودو القاتل ضد برشلونة، لم تكن الجولة الأخيرة بذات الأهمية، ليتوّج ريال مدريد في النهاية بـ76 نقطة وبفارق المواجهات المباشرة عن النادي الكتالوني، ويضع النجمة الثالثة بفضل اللقب الثلاثين.
إسبانيول في ذلك الموسم حصل على 4 نقاط من مباراتي برشلونة، حيث خسر النادي الكتالوني في ملعب جاره بثلاثية مقابل هدف في الدور الأول.
الثأر مستمر.. والضريبة تُدفع مجددًا

تلك الهزيمة التي تلقاها برشلونة في 2007، هي الأخيرة أمام إسبانيول ببطولة الليجا، تسببت بشكل غير مباشر في خسارة الليجا، بينما تعادل “كامب نو” الشهير بـ”ركلة تامودو” هو من وجّه الدوري الإسباني إلى “سانتياجو بيرنابيو”.
مع مرور الوقت، كان برشلونة يتلذذ بالفوز على إسبانيول؛ 3 مرات الفوز بخماسية، و6 مرات تهتز شباك إسبانيول بـ4 أهداف من كبير كتالونيا، حتى تأتي مواجهة 2023.
كان برشلونة على بُعد خطوة من الفوز بالليجا، بينما إسبانيول في المركز قبل الأخير يصارع الهبوط ويتشبث بأمل البقاء.
المُهمة صعبة، وبرشلونة لن يرحم، ولا يمكن نسيان ما حدث في 2007، وبالفعل، رباعية للنادي الكتالوني قبل أن تأتي الدقيقة 60، وبعد خروج النجوم، سجل إسبانيول ثنائية، لكنها لم تكن كافية.
❗ Descans!
— FC Barcelona (@FCBarcelona_cat) May 14, 2023
0⃣ Espanyol
3⃣ Barça pic.twitter.com/TVQjt83s8N
توّج برشلونة باللقب، واحتفل في ملعب “RCDE كورنيّا إل برات” أمام ملامح غاضبة من جماهير إسبانيول، التي كانت تنتظر رصاصة الرحمة للهبوط مجددًا.
اليوم يمكن أن يتكرر الأمر، ويحتفل برشلونة في نفس الملعب بالدوري الذي يستعيده من جديد بعدما خسره الموسم الماضي لصالح ريال مدريد.
انتصار برشلونة أمام إسبانيول يُعيد اللقب، ويُصدر الشعور بالمرارة لجماهير إسبانيول مرة أخرى، لأن احتفال جارك في ملعبك، أمر لا يمكن تقبّله بسهولة.