
يُعد سعود عبد الحميد أحد أبرز المدافعين السعوديين في السنوات الأخيرة، حيث استطاع أن يلفت الأنظار بفضل قدراته الدفاعية المميزة وسرعته في تغطية الجبهة اليمنى؛ وُلد سعود في عام 1999، وبدأ مسيرته الكروية مع نادي الاتحاد قبل أن ينتقل إلى الهلال السعودي، حيث تألق بشكل لافت وساهم في تحقيق العديد من البطولات المحلية والقارية، يتميز سعود بقدرته على التقدم الهجومي وصناعة الفارق في المباريات الحاسمة، إضافة إلى قوته الدفاعية الصلبة.
بعد انتقاله إلى نادي روما الإيطالي، واجه سعود عبد الحميد تحديات جديدة في مسيرته الاحترافية، ورغم طموحاته الكبيرة في إثبات نفسه على الساحة الأوروبية، إلا أن الأمور لم تكن سهلة بالنسبة له، عانى سعود من قلة المشاركة بشكل منتظم، مما أثر على استقراره الفني والنفسي.
الجهاز الفني في قلعة الجيالوروسي لم يمنحه الفرصة الكاملة للتألق، حيث جلس على دكة البدلاء في أكثر من مناسبة، وهو ما أثار العديد من التساؤلات حول مدى قدرة النادي الإيطالي على استغلال إمكانيات مدافع الصقور الخضراء بشكل صحيح.

تأثر سعود نفسيًا بهذه الظروف، خاصة مع الضغط الكبير الذي يعيشه اللاعب في تجربة الاحتراف الخارجي، بالإضافة إلى التحديات المتعلقة بالتكيف مع أجواء الدوري الإيطالي الصعبة، ورغم ذلك، يواصل سعود العمل بجدية في التدريبات، محاولًا استعادة مستواه وإثبات جدارته في اللعب أساسيًا.
معاناة سعود عبد الحميد مستمرة منذ فترته مع الهلال
قبل انتقاله إلى روما، كان سعود عبد الحميد لاعبًا مؤثرًا في صفوف الهلال، ساهم بشكل كبير في تحقيق العديد من البطولات مع الزعيم، وكان يُعتبر من الركائز الأساسية في تشكيلة الفريق، ومع ذلك، لم يكن مشواره مع الهلال خاليًا من التحديات، تعرض سعود لبعض الانتقادات، سواء من الجهاز الفني أو الإعلام الرياضي، خاصة مع قدوم مدربين جدد وتغير الأفكار الفنية.
الانتقادات التي طالت سعود لم تكن دائمًا عادلة، إذ لم يُمنح الدعم الكامل في بعض الفترات، رغم أدائه الجيد مع الفريق، وفي النهاية، جاء قرار اللاعب بالرحيل وخوض تجربة الاحتراف في أوروبا، سعيًا لتحقيق طموحاته الشخصية وتطوير مستواه بعيدًا عن الضغوط المحلية.
في مباراة الهلال أمام بيرسبوليس الإيراني ضمن منافسات دور المجموعات في البطولة القارية، تألق البرتغالي جواو كانسيلو، ظهير الهلال الجديد، وسجل الهدف الثاني لفريقه بتسديدة قوية استقرت في شباك الفريق الإيراني، هذه المباراة أثارت جدلًا واسعًا، ليس بسبب الهدف فقط، بل بسبب تصريحات المدرب البرتغالي خورخي خيسوس، الذي قال: “كانسيلو أفضل بكثير من سعود عبد الحميد”.
🔴🟡 The moment Saud Abdulhamid made history by becoming the first Saudi player to score in the Europa League! 🇸🇦✨
— EuroFoot (@eurofootcom) December 15, 2024
The commentary makes it even better. 🎙️👏 pic.twitter.com/IS5dMRWEWQ
هذا التصريح كان بمثابة الضربة النفسية لسعود، حيث جاء من مدربه السابق الذي كان من المفترض أن يدعمه بدلًا من التقليل من إمكانياته، وعلق الإعلامي الرياضي عادل الملحم على ذلك قائلًا: “الهلال ظلم سعود عبد الحميد مرتين؛ الأولى عندما لم يمنحه التقدير الكافي قبل رحيله، والثانية من خلال هذه التصريحات التي تؤثر سلبًا على نفسيته وربما حتى على قرارات الجهاز الفني في روما”.
وأضاف الملحم: “تخيل أن مدربك السابق يشهد بأن لاعبًا آخر أفضل منك! هذه ليست مجرد كلمات عابرة، بل تصريحات تحمل تأثيرًا كبيرًا على ثقة اللاعب بنفسه”، الجدير بالذكر أن الهلال تعاقد مع جواو كانسيلو بطلب من خيسوس لتعويض رحيل سعود عبد الحميد، الذي فضّل خوض تجربة الاحتراف مع نادي روما رغم التحديات.
رغم كل الصعوبات التي واجهها سعود عبد الحميد، سواء في الهلال أو مع روما، يبقى لاعبًا يمتلك إمكانيات كبيرة وطموحًا لا حدود له، الظلم الذي تعرض له قد يكون حافزًا إضافيًا له لإثبات نفسه، ليس فقط في الدوري الإيطالي، بل على مستوى كرة القدم العالمية.
اللاعبون الكبار غالبًا ما يمرون بتجارب صعبة في مسيرتهم، لكن الفارق الحقيقي يظهر في كيفية تجاوز هذه العقبات وتحويلها إلى دوافع للنجاح، وسعود عبد الحميد يملك كل المقومات لتحقيق ذلك.