المغربأخبارالجزائرتقارير ومقالات خاصة

المغرب تفتح أبواب المجد للعرب في أمم إفريقيا 2025

بداية مثالية حتى الآن للمنتخبات العربية في كأس أمم إفريقيا 2025، والتي انطلقت منذ أيام قليلة في المغرب، بمواجهة أصحاب الأرض ضد جزر القمر.

فازت المغرب على جزر القمر في ديربي عربي، ثم تفوق المنتخب المصري على نظيره الزيمبابوي، وأخيرًا تمكنت تونس من اكتساح أوغندا.

وبعد النسخ الأخيرة من أمم إفريقيا، التي كان فيها أداء المنتخبات العربية بعيدًا عن المتوقع، أصبحت البداية الحالية في المغرب أمرًا لافتًا للنظر.

المغرب تفتح أبوابها للعرب

إقامة البطولة في المغرب منحت المنتخبات العربية ميزة واضحة. الطقس المألوف، بالإضافة إلى الملاعب المُجهزة على أعلى مستوى، وسهولة التنقل بين المدن، كلها عوامل أسهمت في تجهيز اللاعبين بدنيًا ونفسيًا للظهور بأفضل صورة.

على عكس النسخ السابقة، حيث وجدت الفرق العربية صعوبة في التأقلم مع الملاعب أو الأجواء، مثلما حدث في الكاميرون وكوت ديفوار.

في هذا الوقت من العام، تكون الأجواء الشتوية هي المسيطرة على البلاد العربية، مثل المغرب وتونس والجزائر، بالإضافة إلى مصر.

أيوب الكعبي - منتخب المغرب - المصدر (Getty images)
أيوب الكعبي – منتخب المغرب – المصدر (Getty images)

وبالتالي فإن اللاعب يعتاد على تلك الأجواء، ويستطيع التأقلم سريعًا، مع زحف الجماهير إلى الملاعب، حتى وإن لم تكن ممتلئة، لكن في مباريات المنتخبات العربية نجد عددًا أكبر من الجماهير.

قطر خير مثال

إذا عدنا بالزمن إلى عام 2022، وفي مونديال قطر الذي أُقيم خلال شهري نوفمبر وديسمبر، وجدنا نتائج تاريخية للمنتخبات العربية لم تحدث من قبل.

فاز منتخب السعودية على الأرجنتين في مواجهة تاريخية، مع دعم منقطع النظير للأخضر في المدرجات ضد أبطال العالم.

وبالنظر إلى ما حدث مع تونس، فقد حقق نسور قرطاج فوزًا تاريخيًا على منتخب فرنسا، رغم الخروج، رفقة السعودية أيضًا، لكن نتائج مثل هذه تجعل المشاركة مشرفة.

تونس - فرنسا - كأس العالم 2022- المصدر (Getty images)
تونس – فرنسا – كأس العالم 2022- المصدر (Getty images)

بينما كان المنتخب المغربي هو صاحب الإعجاز، إذ تخطى بلجيكا وكرواتيا، مرورًا بإسبانيا، ثم البرتغال، قبل أن يوقفه المنتخب الفرنسي في نصف النهائي.

أفضل نتائج لمنتخبات عربية كانت في قطر، وذلك لوجود الجمهور العربي الكبير في المدرجات، وكذلك الطقس الذي كان يشبه ما يكون في الشرق الأوسط في ذلك الوقت.

وبالتالي، وجدنا بعض المنتخبات الأوروبية واللاتينية تواجه صعوبة مع الأجواء التي كانت في صالح العرب، قبل أن تبدأ منتخبات أوروبا وأمريكا الجنوبية في التأقلم مع مرور الوقت.

نتائج العرب تختلف

وبالعودة إلى نتائج العرب في إفريقيا، سنجد أنه في آخر نسختين، بدأ منتخب مصر بطولة 2022 بالخسارة أمام نيجيريا، قبل أن يتأهل إلى النهائي، وكانت ركلات الترجيح هي سلاح الفراعنة ضد كوت ديفوار ثم المغرب.

بينما تعاني تونس في المباريات الافتتاحية منذ 2012، حيث لم يحقق نسور قرطاج أي فوز في مباراتهم الأولى بأمم إفريقيا خلال نسخ أمم إفريقيا الماضية منذ التي أُقيمت في الجابون وغينيا الاستوائية.

منتخب تونس، الذي سجل هدفين فقط في آخر 6 مباريات بأمم إفريقيا، سجل أمس 3 أهداف كاملة في مواجهة أوغندا، مع اعتياد كبير على الأجواء في المغرب.

ربما الدليل على ذلك ما حدث في مواجهة تونس ومالي الشهيرة بأمم إفريقيا 2022، عندما أطلق الحكم سيكازوي صافرة النهاية في الدقيقة 85، قبل أن يتبين أنه يُعاني من ضربة شمس أدت إلى فقدانه الوعي لدقائق.

حتى المنتخب المغربي، الذي تألق في قطر، لم يتمكن من تكرار هذا التألق في الكاميرون أو كوت ديفوار، فخرج أمام مصر في 2022، ثم ودع الكان أمام جنوب إفريقيا في النسخة الماضية.

معاناة المنتخب المغربي تعود إلى وجود 90% أو أكثر من لاعبيه في أوروبا، وفي هذه الفترة من الموسم لا تكون الأجواء مشابهة للحرارة القاسية التي كانت عليها في كوت ديفوار والكاميرون.

2025.. هل تعود الأميرة السمراء للعرب؟

آخر نسخة أُقيمت في بلد عربي (مصر) فاز بها المنتخب الجزائري عام 2019، وقبل ذلك كانت نسخة 2006 التي ذهبت للفراعنة أصحاب الأرض، وفي 2004 فاز المنتخب التونسي عندما استضاف البطولة، على حساب المغرب في النهائي.

نسخة 2025، التي تُقام في المغرب، تمثل فرصة جديدة للمنتخبات العربية، وفي مقدمتها أسود الأطلس، الذين يبحثون عن لقب أمم إفريقيا الغائب منذ 50 عامًا.

منتخب مصر يسعى لاستعادة اللقب الغائب منذ 16 عامًا، عندما حقق الثلاثية التاريخية 2006 و2008 و2010 تحت قيادة الأسطورة حسن شحاتة.

محمد أبو تريكة - أحمد حسن - المصدر (Getty images)
محمد أبو تريكة – أحمد حسن – المصدر (Getty images)

فيما يريد المنتخب التونسي تحقيق ثاني بطولات أمم إفريقيا في تاريخه، بعد اللقب الذي حققه منذ 21 عامًا بقيادة روجيه لوميه.

وأخيرًا منتخب الجزائر، بطل نسخة 2019، الذي عانى في آخر بطولتين وخرج من الدور الأول تحت قيادة جمال بلماضي.

نادر شبانة

صحفي مصري منذ عام 2012، عملت بالعديد من القنوات التلفزيونية، أقوم بتقديم محتوى عبر مواقع التواصل الاجتماعي، أهتم بكرة القدم العالمية والإيطالية بشكل أكبر، أجيد كتابة القصص في كرة القدم والتحليلات للمباريات، وترجمة الأخبار ومتابعة الأحداث لحظة بلحظة