أردا جولر أفسد خطة بيريز في إقالة أنشيلوتي

أردا جولر، لاعب ريال مدريد الشاب، يعد من أبرز المواهب التي برزت مؤخرًا في عالم كرة القدم، ومع ذلك، لم تكن بداياته مع الفريق الملكي سهلة، انضم النجم التركي إلى الفريق الإسباني في صفقة مثيرة قادمًا من فنربخشة في موطنه، وكان يُنتظر منه أن يكون أحد اللاعبين الذين سيصنعون الفارق في مستقبل الميرنجي.
على الرغم من إمكانيات أردا جولر الفنية الكبيرة، كانت فترته الأولى مليئة بالتحديات، في البداية كانت الإصابة ملازمة له ومنعته من الإندماج مع الميرنجي، ثم واجه صعوبة في التكيف مع أسلوب لعب الفريق، كما أن الضغط الإعلامي والجماهيري كان كبيرًا عليه، مما أثر على فرص مشاركته بشكل مستمر، لكن مع مرور الوقت، بدأت مواهبه تظهر أكثر فأكثر.
الشاب الذي يُعرف بقدراته الاستثنائية في المراوغة والرؤية الدقيقة للملعب، بدأ يكسب ثقة المدرب الإيطالي كارلو أنشيلوتي، كانت أهم اللحظات التي بدأ فيها أردا جولر يظهر بريقه بشكل واضح هي المباريات التي كان يتمكن فيها من تغيير مجرى الأحداث بتدخلاته الإبداعية على أرضية الملعب، كانت هذه اللحظات بمثابة إشارات واضحة للجميع، من إدارة النادي والجماهير على حد سواء، بأن أردا جولر يمتلك القدرة على أن يكون جزءًا أساسيًا في معادلة ريال مدريد.

في المباراة التي جمعت ريال مدريد ضد سيلتا فيجو في دور الـ16 من كأس ملك إسبانيا، والتي جاءت بعد هزيمة الفريق في نهائي كأس السوبر الإسباني أمام برشلونة، كانت الأمور على وشك الانهيار، كان ريال مدريد، الذي يعاني من عدة مشاكل فنية وتكتيكية في الآونة الأخيرة، على وشك توديع البطولة بشكل مفاجئ.
الفريق الملكي كان متأخرًا في النتيجة، وكانت الانتقادات توجه إلى قرارات كارلو أنشيلوتي التكتيكية، الذي فشل في إيجاد الحلول المناسبة لمواجهة سيلتا فيجو، في هذه اللحظات الحرجة، بدا وكأن أنشيلوتي على وشك أن يتعرض لانتقادات حادة قد تقود إلى إقالته، خاصةً مع انتشار التقارير التي أشارت إلى ذلك قبل اللقاء.
أردا جولر يُنقذ أنشيلوتي من الإقالة.. لكن ما المقابل؟
لكن في اللحظات الحاسمة، خرج إندريك البرازيلي البالغ من العمر 18 عامًا ليحسم اللقاء لصالح فريقه بتسجيل هدفين حاسمين، لم يكن جولر أقل تأثيرًا، فقد أظهر لمسات فنية رائعة وساهم بشكل كبير في نقل الكرة في الملعب، بينما سجل هدفًا آخر تم إلغاؤه بسبب التسلل.
على الرغم من أن المباراة كانت قريبة من أن تكون نقطة فصل في مسيرة أنشيلوتي، فإن تدخل هذين اللاعبين الشابين قلب الموازين، في تلك اللحظات، كان الفريق الملكي بحاجة إلى شخص يثبت أنه قادر على إنقاذ الموقف في اللحظات الحرجة، وهذا ما فعله إندريك وجولر بكل براعة.
El grito que aprendí🤍 #HalaMadrid pic.twitter.com/9fpafN3U7E
— Arda Güler (@10ardaguler) January 17, 2025
كانت المباراة بمثابة اختبار حاسم لكل شيء في ريال مدريد، في حال الخسارة، كان من الممكن أن تتغير الأمور بشكل جذري في النادي، وفقًا لمصادر قريبة من النادي، كانت إدارة اللوس بلانكوس، بقيادة الرئيس فلورنتينو بيريز، قد وضعت خطة احتياطية إذا فشل الفريق في التأهل، كان من الممكن أن يتم إقالة أنشيلوتي على الفور، لتولي القيادة مدرب آخر، وكان تشابي ألونسو أحد أبرز المرشحين لتولي المهمة.
أداء إندريك وأردا جولر في تلك المباراة غير المعادلة تمامًا، بفضل أهداف البرازيلي، لم يتمكن سيلتا فيجو من إلحاق الهزيمة بريال مدريد، وفي الوقت ذاته، كان جولر قد قدم أداءً فنيًا راقيًا جعل الجماهير تتوق إلى المزيد من مشاركاته في المباريات القادمة، أما بيريز، الذي كان يتابع مجريات المباراة عن كثب، لم يكن ليخفي سخرية ضحكته بعد المباراة، وهو يوجه حديثه قائلًا: “لقد أفسدتم خطتي”، في إشارة إلى أن الشابين كانا قد أنقذا الموقف وأبقيَا على المدرب في منصبه.

هذه المباراة ألقت الضوء على عدة جوانب مهمة في الفريق الملكي، على الرغم من أن ريال مدريد فاز في النهاية، إلا أن الأداء كان مليئًا بالتحديات، بما في ذلك استراتيجيات أنشيلوتي التي لم تكن فعّالة بشكل كافٍ، ورغم أن إندريك وجولر أنقذا الموقف، إلا أن هذا الفوز لم يلغِ التساؤلات حول مستقبل الفريق واحتياجاته التكتيكية.
الأداء المذهل لهذين الشابين أثار تساؤلات كبيرة حول إدارة المواهب في الفريق، فبينما يواصل كبار اللاعبين مثل لوكا مودريتش، فيديريكو فالفيردي وإدواردو كامافينجا تمثيل الخبرة في الفريق، فإن لاعبين مثل إندريك وجولر بدأوا في فرض أنفسهم على الساحة، كان أداء أردا جولر، أثبت مهاراته الفنية وقدرته على خلق الفرص، وأنه سيكون جزءًا أساسيًا من التشكيلة القادمة.
إن فوز ريال مدريد في تلك المباراة لم يكن مجرد انتصار في مسابقة، بل كان بمثابة رسالة قوية إلى بيريز وإلى كافة أعضاء الطاقم الفني والإداري: المستقبل الآن بين أيدينا، وإذا كانت هناك خطة “مُفسدة”، فهي تجاهل هذه المواهب الشابة التي أصبحت جاهزة الآن لقيادة ريال مدريد إلى مرحلة جديدة من النجاح.
إحصائيات مواهب الكرة الأوروبية
[/sc]