بيب جوارديولالايت 365أخباربرشلونة
الأكثر تداولًا

أتنشن أم مريض نفسي.. بيب جوارديولا يُعاني من اضطراب الشخصية الحدية

في عالم كرة القدم، حيث الضغوط والظروف المرهقة تشكل جزءًا من حياة المدربين واللاعبين على حد سواء، ونسلط الضوء بالتحديد على الإسباني بيب جوارديولا مدرب فريق مانشستر سيتي الإنجليزي، فقد يصادف أحيانًا أن يتعرض البعض لأزمات نفسية تؤثر بشكل كبير على أدائهم وسلوكهم، ومن الواضح تمامًا أن هذا ما يُعاني منه المدير الفني الذي يُصنف ضمن الأفضل عبر التاريخ.

اليوم، يحتفل بيب جوارديولا، بعيد ميلاده الـ54، يُعتبر واحدًا من أعظم المدربين في تاريخ كرة القدم، حيث ترك بصمة واضحة على الأندية التي قادها، وعلى رأسها برشلونة الإسباني، بايرن ميونخ الألماني ومانشستر سيتي الإنجليزي، استطاع بيب أن يعيد تعريف أسلوب اللعب الحديث من خلال فلسفته التي تركز على الاستحواذ والضغط العالي، مما جعله واحدًا من أكثر المدربين احترامًا في العالم، على مر السنين، حصد جوارديولا العديد من البطولات والألقاب، ونجح في ترك إرث رياضي يعكس تفانيه وشغفه بكرة القدم.

المدرب الشهير الذي هيمن على عالم كرة القدم على مدار سنوات طويلة، يبدو أنه في الآونة الأخيرة قد مر بفترات صعبة تتعلق بصحته النفسية، ورغم نجاحاته المستمرة مع مانشستر سيتي، لا يبدو أن عبء القيادة في أعلى مستويات اللعبة قد تركه دون تأثير، هذا التقرير يتناول الضغوط النفسية التي مر بها جوارديولا مؤخرًا، ويحاول ربط سلوكه بتفسير علمي حول اضطراباته النفسية وتأثير الضغط العصبي المستمر على المدربين.

بيب جوارديولا
بيب جوارديولا

جوارديولا، المدرب الذي لطالما ارتبط اسمه بالنجاح والسيطرة، يمر بفترة صعبة في مسيرته مع مانشستر سيتي، حيث كانت النتائج في الآونة الأخيرة بعيدة عن طموحاته، الفريق الذي يهيمن على البطولات المحلية والعالمية منذ سنوات، بدأ في فقدان بريقه تدريجيًا، وهو ما أثر بشكل كبير على نفسية مدربه.

هزيمة ثقيلة أمام يوفنتوس في دوري أبطال أوروبا، وتدهور النتائج في الدوري الإنجليزي، جعلت بيب يعبر عن قلقه بشكل غير معتاد، فبدلًا من تركيزه على الجانب التكتيكي، أصبح يعبر عن مشاعره بوضوح في المؤتمرات الصحفية، وهو ما يعكس أثر الضغوط النفسية عليه.

منذ ذلك الحين، أصبحت حالة جوارديولا مثار اهتمام العديد من المحللين النفسيين والجماهير، فعلى الرغم من حصوله على اللقب المحلي في الموسم الماضي، إلا أن تراجع الأداء وتوالي الهزائم جعل الضغط النفسي يتفاقم عليه، وأصبح يظهر بشكل واضح على تصرفاته، حيث يبدو وأن المدير الفني السابق لنادي برشلونة، لا يتقبل نهائيًا الشعور بالهزيمة، حتى وإن كان الأمر يخص كرة القدم، لكنه يمثل هزيمة شخصية له.

أعراض اضطراب الشخصية الحدية.. بيب جوارديلا أقرب للتشخيص بها

من خلال الاطلاع على التقارير النفسية الخاصة بالمعهد القومي للصحة العقلية، ومؤسسة “تشارلي هيلث” للصحة النفسية في الولايات المتحدة الأمريكية، يظهر أن بيب جوارديولا قد يكون مُصاب باضطراب الشخصية الحديّة، وينتج ذلك بسبب الضغوط النفسية المستمرة التي يعيشها، وهو ما قد يجعل المرء أكثر عُرضه للإصابة بمثل تلك الاضطرابات.

اضطراب الشخصية الحدية هو اضطراب نفسي يتميز بتقلبات شديدة في المزاج، وصعوبة في التحكم في المشاعر، والتصرفات المندفعة أو المدمرة، هذه الحالة قد تجعل الأفراد أكثر عرضة للمشاعر المبالغ فيها، والعلاقات المضطربة، والتصرفات غير المنطقية التي يمكن أن تتراوح من العنف النفسي إلى الأفعال المتهورة مثل إيذاء النفس، وفعليًا هذا ما ظهر على بيب جوارديولا!

في السياق نفسه، أشار أطباء نفسيون إلى أن اضطراب الشخصية الحدية قد يتجسد في أعراض مثل الشعور بالعجز، القلق المستمر، والخوف من الفشل، ومن خلال دراسة سلوك بيب جوارديولا في الأوقات الأخيرة، يمكن ملاحظة بعض هذه الأعراض، مثل ردود فعله العاطفية المبالغ فيها تجاه الهزائم، وإصابته بجرح في وجهه نتيجة لحالة التوتر التي يعاني منها.

بيب جوارديولا - مانشستر سيتي (المصدر:Gettyimages)
بيب جوارديولا – مانشستر سيتي (المصدر:Gettyimages)

هل بيب جوارديولا يبحث عن “أتنشن”؟

فيما يتعلق بتصرفات بيب جوارديولا، يطرح البعض تساؤلات حول ما إذا كان ما يعاني منه مجرد بحث عن الانتباه أو “أتنشن” كما هو معروف في علم النفس، كلمة “أتنشن” تشير إلى حاجة الشخص المستمرة للحصول على الاهتمام والتقدير من الآخرين، وغالبًا ما تكون مرتبطة بحالات نفسية مثل اضطراب الشخصية الحدية، لكن من الجدير بالذكر أن هذه الظاهرة يمكن أن تكون مجرد رد فعل طبيعي لشخص تحت ضغوط كبيرة، ولا يعني بالضرورة أن المدرب يتعمد إظهار مشاعر الضعف بحثًا عن التعاطف.

صرح بيب جوارديولا في إحدى المؤتمرات سابقًا، قائلًا: “لا تسير الحياة دائمًا بالطريقة التي يريدها المرء، خدش نفسي بالأظافر، نعم لقد وضعتها على أنفي ورأسي، حاولت إيذاء نفسي بسبب ما يحدث، أنا شخص متوتر في بعض الأحيان، لدي أيام سيئة وأعيش حياة صعبة، وأرتكب الكثير من الأخطاء، والوقاحة تجعلني متوترًا، هل أفقد صوابي أحيانًا؟ نعم”.

كما اضاف المدرب: “أنام بشكل سيئ ولا أهضم الطعام بشكل جيد، أتناول طعامًا خفيفًا دائمًا، أتناول الحساء فقط في المساء، لكنني نفس المدرب الذي كنت عليه قبل خمسة أشهر، المدرب الذي فاز باللقب، ولا أحارب حالتي الذهنية، إذا كانت حالتي الذهنية سيئة، فهي سيئة، لكنني أعلم أنها ستمر، وينطبق الأمر نفسه عندما أكون في قمة السعادة، أعلم أنها ستمر”.

من خلال تحليلات سلوكية، يمكننا أن نرى كيف أن تصرفات بيب جوارديولا أثناء المؤتمرات الصحفية، خصوصًا بعد الهزائم، قد تكون محط انتقاد وتفسير، في بعض الأحيان، قد يبدو أنه يبالغ في التعبير عن مشاعره الخاصة بالهزيمة والفشل، وهو ما قد يعزز الشكوك حول تصرفاته التي يراها البعض محاولة للفت الأنظار، لكن اعترافه بنفسه بأنه متأثر حتى غذائيًا، لا يُشير إلى أنه يسعى إلى “لفت الانتباه”، لكنه مُنهك.

سلسلة الهزائم والقلق المستمر.. أزمة بيب جوارديولا النفسية

جاءت سلسلة الهزائم التي تعرض لها مانشستر سيتي في الآونة الأخيرة بمثابة أزمة نفسية لم يتوقعها الكثيرون، الفريق الذي كان يُعتبر الأقوى في أوروبا، أصبح الآن يُعاني من تراجع كبير في مستواه الفني، وهو ما انعكس على أداء المدرب شخصيًا، في إحدى المباريات، بعد خسارة الفريق لفارق ثلاثة أهداف، كانت ردود فعل جوارديولا غير معتادة، حيث أظهر علامات من التوتر والقلق، وتسبب في جرح نفسه نتيجة شعوره بالإحباط.

هذه الحوادث قد تشير إلى زيادة الضغط النفسي الذي يعيشه المدرب، ربما تكون هذه الأفعال، مثل خدش نفسه بشكل غير إرادي، هي طريقة غير صحية للتعامل مع التوتر والعجز عن السيطرة على المشاعر، وتعتبر هذه التصرفات أحيانًا نتيجة للقلق المزمن والشعور المستمر بالضغط الذي قد يؤدي إلى سلوكيات اندفاعية، كذلك المدرب ظهر في عدة مؤتمرات عقب المباريات التي يتعرض فيها للهزيمة وهو يبدو “شارد” عن أسئلة الصحفيين، وغير مُنتبه لما يتحدثون عنه، وهو ما يؤكد إصابته بأزمة نفسية.

جوارديولا كان دائمًا شخصًا يتحدث وكأنه يملك تيار من الوعي، لكن في الوقت الحالي أصبح يناقش موضوعًا واحدًا ثم ينحرف إلى مواضيع أخرى، كما أنه أصبح يحب التعامل مع الأشياء التي تزعجه -والتي قد تؤدي أحيانًا، وإن كان نادرًا، إلى محادثات فردية مع الصحفيين، حتى ميزته التي لطالما امتلكها، بالتحدث مع اللاعبين المخطئين في المباريات على إنفراد، ياتّ أكثر عصبية ويُهاجمهم أمام الكاميرات، وعندما يتحدث بيب، فإنه يظهر جانبًا أكثر إنسانية وضعفًا، إن سماع أعظم مدرب في جيله وأحد أفضل المدربين على الإطلاق يعترف بأنه لا يملك إجابات، وقد لا يملكها -وإذا لم يكن كذلك- فسوف يتعين عليه إخبار رؤساءه بأنهم بحاجة إلى العثور على شخص أفضل للقيام بعمله، كان أمرًا غير عادي.

التشخيص النفسي: هل بيب جوارديولا يحتاج للمساعدة؟

الأمر لم يتوقف عند مان سيتي فقط؛ بل تطّرق لإنفصاله عن زوجته كريستينا سييرا، حيث قررا إنهاء علاقتهما في ديسمبر الماضي أثناء وجودهما في إسبانيا، بعد أكثر من 30 عامًا معًا، حيث يمتلك الثنائي ثلاثة أبناء، ابنهما ماريوس، وابنتيهما ماريا وفالنتينا؛ لذا بحسب صحيفة “ميرور” البريطانية، قالت خبيرة العلاقات، لوسي بيريسفورد أن هذا الانفصال يُشكل عامل ضغط آخر ضد المدير الفني ويؤثر سلبيًا على كل تصرفاته خاصةً وأنه قضى أكثر من نصف عمره مع زوجته.

صرحت لوسي، قائلة: “جوارديولا يظهر نحيف أكثر من المعتاد، كما أنه جسده يتضح عليه الضعف، لأن المرء عندما ينفصل عن شريكه فأنت تغلق عقلك لأن عقلك في وضع الهروب أو القتال من أجل البقاء – “يجب أن أتجاوز الأمر، يجب أن أحاول فهم هذا الأمر وبالتالي فإن جسدي ليس لديه وقت لأي شيء آخر”، إذا كان لديك وظيفة مثل بيب جوارديولا، فيجب أن تعمل بطريقة أخرى – عليك أن تحضر إلى العمل، وعليك أن تعتني بزملائك وفي حالته لاعبيه”.

بحسب الآراء النفسية، يمكن أن يكون بيب جوارديولا في حاجة إلى الدعم النفسي، خاصة في ظل الضغط العصبي الذي يعيشه في الموسم الحالي، الاضطرابات النفسية لا تقتصر على الأشخاص العاديّون أو لاعبي كرة القدم فقط، بل يمكن أن يعاني منها المدربون أيضًا، وقد يكون من المفيد لجوارديولا أن يستعين بمختصين للتعامل مع التوتر والقلق الذي يواجهه بشكل أفضل.

العديد من الرياضيين والمدربين قد يواجهون تحديات نفسية بسبب ضغوط النجاح والفشل، ويعتبر العلاج النفسي خطوة مهمة في تعزيز الصحة العقلية، لذا يبقى السؤال الأهم: هل جوارديولا فعلًا يعاني من اضطراب الشخصية الحدية أو أنه مجرد بحث عن “أتنشن”؟ الجواب قد يكون مزيجًا من الاثنين، حيث أن ضغوط الحياة المهنية قد تؤدي إلى سلوكيات صعبة، لكن أيضًا قد يكون هناك حاجة للتعامل مع هذه المشاعر بطرق صحية، وفي كل الأحوال، كل المؤشرات تؤكد أن المدير الفني بحاجة ماسة إلى الاتجاه للعلاج النفسي للخروج من أزمته بأقل سوء ممكن.

عنان رضا

صحفية رياضية منذ 2018، لدي خبرة في كتابة الأخبار العالمية والمحلية وأخبار المحترفين، ولدي أيضًا خبرة في مجال الترجمة باللغتين الإسبانية والإنجليزية، بالإضافة إلى إهتمامي بمتابعة ما وراء الحياة الشخصية للاعبي كرة القدم في كافة أنحاء العالم، وكتابة القصص الإخبارية عنهم.